دور الاعلاميات الجنوبيات في النضال السلمي وفي الاعلام الجنوبي المعاصر

تم النشر بتاريخ 3 يناير, 2023

إن أصل الإعلام لا يتعدى كونه أداة للتعبير عن حرية الأفراد والمجتمعات من خلال حق الممارسة السياسية والمدنية، ومن هذا المنطلق فإن هناك مسؤولية أساسية ومهام جسيمة تقع على الإعلاميين والإعلاميات على حد سواء للقيام بهذا الدور، وفي ظل الانفتاح المعلوماتي والمعرفي والثقافي واسع النطاق تتضاعف تلك المسؤولية وتتضاعف تلك المهام.

هذا الأمر ينطبق على الأوضاع الاعتيادية، أما أوضاع الحروب والأزمات فإن تحمل مسؤولية الرسالة الإعلامية تصبح أكثر صعوبة وتصبح مهام الإعلامي في دائرة المخاطر والتحديات.

وهنا يمكننا القول أن الإعلامية الجنوبية قد كرست حضورها المهني والإنساني معا في فترة الحرب واشتداد الأزمة عام 2015، فكانت معظم الإعلاميات في عدن يلعبن دورين معا؛ أداء رسالتهن المهنية والمساهمة في الجانب الإنساني والإغاثي، وفي سبيل التفاني في الجانبين تعرضت بعضهن لأنواع الانتهاك، منها العنف اللفظي والتهديد، والابتزاز الرقمي من جهات وأفراد في محاولة لإعاقتهن وعرقلة جهودهن الرامية إلى التحرير والإغاثة وإعادة الإعمار في صف واحد مع كل أحرار الجنوب من مختلف الشرائح والمهن.

وخاضت كثير من الإعلاميات معارك صعبة للبقاء على المبدأ والثبات على الهدف، لكن مرحلة الحرب أظهرت القصور المهني في التعاطي مع الأحداث، وهذا الأمر لا يقتصر على الإعلامية فقط وإنما على الإعلاميين بشكل عام، وهذا ناتج عن ضعف التأهيل الإعلامي وإعداد إعلاميين وإعلاميات لديهم القدرات الكافية للتغطية الإعلامية في فترات النزاعات المسلحة والمراحل التي تلي ذلك.

وندرك جميعا أن عمل الإعلاميات في أكثر الدول استقرارا لا يخلو من المخاطر والانتهاكات، ويتضح ذلك في الأضرار النفسية والاجتماعية والمهنية وتقييد تحركاتهن والحد من نشاطهن، وهذا بدوره يؤثر على أدائهن المهني وتضييق مساحة الحرية عليهن.

ومن البديهي أن تكون الإعلامية الجنوبية عرضة لمثل تلك الأضرار، بل وتحديات مضاعفة ناتجة عن:

أولا: الفكر المعادي للمرأة الإعلامية، وهذا الأمر مرتبط بالبيئة الثقافية للمجتمع الجنوبي التي تأثرت سلبا بالانفجار السكاني الوافد الذي شهدته مدينة عدن تحديدا- بعد عام 1990م، حيث أن هذه المدينة كانت الرائدة في مجال الصحافة والإعلام والفكر المعرفي والثقافي.

ثانيا: خصوصية الوضع الذي يعيشه الجنوب، كالإقصاء والتهميش والإبقاء على حالة الموت السريري لكل الأفكار النيرة وذلك بعد حرب 1994م، وما نتج عن ذلك من تغييب للإعلامية الجنوبية سواء في الجانب الوظيفي أو جانب التدريب والتأهيل.

وعموما فإن الإعلامية الجنوبية صنعت تحديا لائقا في ساحة النضال السلمي، ورغم الصعوبات التي وقفت أمامها كالإحباط والضغوط وضعف الحافز والتوترات العائلية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية – إلا أنها صمدت وبحثت عن البدائل الممكنة لإيصال رسالتها وصوتها وتحديدا الإعلاميات اللاتي لا ينتمين لمؤسسات إعلامية محددة.

وتشهد المرحلة الراهنة إقبالا متزايدا للملتحقات بتخصص الإعلام، وكذا الخريجات الجدد، ونسبة لابأس بها التحقن بالوسائل الإعلامية التي تصدح حاليا في المشهد الجنوبي لتواصل مسيرة النضال وتحقيق الأهداف المنشودة.

محاور لإثراء الورقة مطلوبة من قبل المشاركين

تجارب وقصص نجاح للإعلاميات الجنوبيات أثناء الحرب وما بعدها.

الإقبال الكبير من قبل الفتيات على دراسة الإعلام ودخول مجل المهنة (الفرص والتحديات).

حلول لتحسين مستوى الأداء المهني للإعلاميات الجنوبيات.

دفاع صالح ناجي
صحفية،ومعيدة في كلية الاعلام جامعة عدن

ورقة مقدمة لندوة الاعلاميات الجنوبيات ..الدور الريادي والنضالي

Left Menu Icon
الرئيسية