تم النشر بتاريخ 29 ديسمبر, 2022
في هذه المحطة الفارقة والمهمة من عمر العمل الإعلامي وتاريخ إعلامنا الجنوبي، تجد المرأة عضوا فاعلا في فهم هدف وتأثير الرسالة الإعلامية، كلما امتلكت من الوعي والمعرفة الكثير في المجال الإعلامي.
واليوم ونحن نتحدث عن دور المرأة الإعلامية والصحافية، نجد هناك من قدمن الكثير من الجهد والعمل المتفاني رغم تهميشهن في فترات سابقة، رَغم إغلاقِ مؤساساتهن، رَغم مضايقتهن وتميزيهن عن الرجل، نجد المرأة اليوم حاضرة في ساحة الحياة بكل طاقاتها وقدراتها لتكن صانعةَ الأمل متقنة ً للعمل مصدراً للأمان صاحبة َالرأي وصانعة َ قرار.
تقف المرأة اليوم ضمن النساء اللواتي شاركن في مسيرة العمل الإعلامي في مختلف مجالاته وقطاعته، مدركة قضايا مجتمعها وواقعه، عايشت المحطات والتقلبات المختلفة، واثبتت خلال تاريِخها في مجال الصحافة والإعلام أنها أكثر قدرة على فهم دور الرسالة الإعلامية، فهي في الصحافة وساحة الميدان حاضرة،و في الإذاعة والتلفزيون متمكنة، في مكاتب صنع القرار وادارته فاهمة، وفي ترأسها لسماع الاراء وتنفيذ القرارات واعية.
وبما اننا اليوم نتوحد في إطار كيان إعلامي واحد، تثبت المرأة الإعلامية أنها قادرة ان تعمل وتدافع عن حقوق الصحفيات والإعلاميات، وقبل ذلك كله أن تحفظ حقوقَها أولا.
لم تقف المرأة عند محطة معينة، خرجت للميدان وبرزت في شاشات التلفزيون وقدمت الكثير من العمل في الحقل الإعلامي، وهنا لا تكتفي، حيث تظل تبحث عن دورها في معركة الميدان الحقيقية، لعكس قضايا المجتمع واحتياجاته، وهنا نقصد قضايا الام والطفل، قضايا النازحين، قضايا التعليم والصحة وغيرها.
تظل تبحث عن البيئة المحفزة والامنة للعمل الاستقصائي في وضع يحتاج منا جميعا الكشف عن خفايا بعض الأمور، بخلاف ماقدمته ولازالت لرصد الحقائق للتاريخ والاجيال القادمة، مثلما قدمت رجالها وابنائها فداء للوطن منذ التحرير إلى الآن، وهي تساهم في لملمة الأشلاء، وتواجه الصعوبات، لتوصل رسالتها النبيلة للعالم،
ولاننسى أنها كانت حاسمة منذ انطلاق ثورة الحراك السلمي، امتدادا لنضال نساء بارزات ذكرتهن الأستاذة رضية شمشير في حقل العمل الإعلامي، كان لهن الدور الكبير في مسار القضية الجنوبية نحو استعادة الدولة، وكان صوتها حينها يشع القا في الداخل والخارج.
لا ننسى أن المرأة تجرعت في عدن أثناء الحرب وبعدها الكثير من العذاب، من تشرد ونزوح وضياع وعدم استقرار، ولكنها وقفت بصمود أسطوري أمام كل هذه التراكمات وواجهتها بعزيمة وصبر، أمام مؤسسات إعلامية مغلقة لسنوات،
واليوم ومؤسساتنا الإعلامية الرسمية تمر بهذا الوضع المأساوي والظلم والتهميش، نجد تجاهل هذه المؤسسات الإعلامية للمرأة وتغييب دورها في البرامج النسوية من خارطة الإعلام المسموع والمرئي، وحرمانها من التأهيل والتخطيط للسياسات الإعلامية، سواء عن طريق المشاركات الداخلية والخارجية في المؤتمرات والندوات الدولية وغيرها.
أين هن الاعلاميات من موظفات إذاعة وتلفزيون عدن اللواتي افنين عمرهن للعمل في إذاعة وتلفزيون عدن ؟ أين مكانة المرأة في المؤسسات الصحفية الجنوبية، متى نسترد لهن حقوقهن وحال مؤسساتهن الإعلامية مغلقة وبعضهن وصل بهن الحال لوضع مأساوي، ويعيشن بين مطرقة الصمت الرسمي وسندان المعاناة، بعد ان افنين اعمارهن في خدمة العمل الإعلامي.
أين حقهن وحق اخوتهم في العمل ،في الترقية ،والتقاعد المشرف بعد مشوارهم الطويل في الخدمة؟ لانستطيع ان نغفل عن هذا الدور الكبير الذي قدمنه اعلاميات في إذاعة وتلفزيون عدن،
ولايسعفنا الوقت لذكر جميعهن، نستطيع ان نتذكر في هذه اللحظة بعضهن من إذاعة عدن : الأستاذة نبيلة حمود رحمة الله عليها، أرضية سلطان رحمة الله عليها، أ. سهام عبدالحافظ، أ.لولة محفوظ، أ.امال حميد ، وغيرهن كثيرات.
ومن تلفزيون عدن نستحضر : جميلة جميل رحمة الله عليها، ستر يحي، جميلة منصر ، كفى عراقي، فوزية حيدر، إيناس بحصو، وغيرهن من النساء الرائدات،لا يسعفني الوقت لذكرهن جميعا، وهناك صحفيات واعلاميات خرجن تحت أزيز الرصاص لم يتوقفن، كن يوتقن ويحررن الأخبار، إما باستخدام الهاتف المحمول أو الكاميرا الخاصة، لإظهار حقيقة الوضع بعدن وبشاعة ما قامت به المليشيات، امتدادا لنضال الاعلاميات الرائدات المناضلات، أمثال الأستاذة رضية شمشير ، والأستاذة نادرة عبدالقدوس ، جيل جديد من الاعلاميات اتذكر منهم الصحفية فردوس العلمي، وخديجة بن بريك، وحنان فارع، وغيرهن كُثر في مجال الإعلام، وهن واعدات بالعطاء.
وينتج لنا الإعلام نساء إعلاميات يشغلنا إدارات ومكاتب في مؤساسات إعلامية في مختلف محافظات جنوبنا الحبيب، أمثال الدكتورة دعاء سالم يعقوب باوزير مدير عام إذاعة المكلا، وغيرهن لهن مكانة في جامعة عدن من أساتذةٍ ،ودكاترة ولهن المكانة العالية.
نعم، انهن نساء اعلاميات جنوبيات ماجدات، هن امتداد لنساء مناضلات ورائدات، فمابين هذا التنوع بين الامس واليوم والذي شكل لنا تاريخ اعلامي نستمد منه العزم والقوة والخبرة والحكمة، فالمرأة الجنوبية استطاعت أن تكون أول صحفية ومذيعة ومخرجة ،وجيل جديد من الصحفيات والاعلاميات الواعدات بالعطاء.
لذا لابد من إعطاء المرأة الإعلامية اليوم حقها ومنحها مكانتها في الإعلام الذي نجده يكاد يخلو منها في بعض مراكز صنع القرار، ونتمنى أن نخرج بتوصيات تضمن للمرأة مكانتها ووضعها الإعلامي والمجتمعي،
اذا اردنا فعلا ان نعمل من اجل إعلام جنوبي يضمن الحقوق للجميع، يجب أن تعاد المؤسسات الإعلامية للعمل بهوية ورؤية جنوبية يحقق الحقوق والمطالب لإعلاميها وإعلامياتها، ويكون للمرأة حضورها المتميز كما شهدناها.
ونثق جيدا بأن هناك قيادة ستستعيد كل مؤساسات الدولة، منها الإعلامية لتحقيق الهدف المنشود .
هدى الكازمي
اعلامية، ومدير عام مكتب الاعلام بالعاصمة عدن
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع