حرب اوكرانيا..لماذا تقف الجماهير اليمنية والعربية مع روسيا؟

تم النشر بتاريخ 24 ديسمبر, 2022

طالت الحرب في اوكرانيا في الوقت الذي كانت فيه الجماهير اليمنية والعربية والمراقبين يتوقعون أن تعمل روسيا على حسمها مبكرا.

مع ذلك لم تمل هذه الجماهير من متابعة احداث الحرب وتطوراتها وكل ما يستجد بشأنها بكل اهتمام، ومن خلال رصدنا في مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام لاهتمام الناس وتوجهاتهم تجاه هذه الحرب، لاسيما في مناطق مختلفة من جنوب اليمن بما فيها العاصمة عدن، فقد وجدنا الناس منذ الوهلة الأولى لبدء الحرب وهم يتسمرون أمام شاشات التلفاز، لمتابعة تطوراتها، منحازين في توجهاتهم ودعمهم لروسيا وللرئيس بوتن، الذي اتخذ القرار الأهم في تاريخ روسيا المعاصر، لحماية أمن بلده من التهديدات التي يمثلها حلف الناتو ومن خلفه امريكا والغرب.

تحب الجماهير الاتحاد السوفيتي لماضيه الجيد وعلاقاته المميزة مع اليمن والمنطقة، ومنذ سنوات عديدة أصبحوا يحبون روسيا الاتحادية وشعبها الطيب ورئيسها الشجاع والذكي فلاديمير بوتن، الذي أعاد لروسيا مكانتها ومجدها من جديد.

ومن هنا فانه لم تتوقف الجماهير عند متابعة الحرب عبر وسائل الإعلام فقط، بل لقد نزلت إلى الشوارع في عدن وغيرها من المدن العربية، حاملة صور الرئيس بوتن ورافعة اللافتات المؤيدة لمعركته الوطنية ضد المؤامرات الغربية بقيادة امريكا، التي تريد ان تجعل من اوكرانيا منطلقا لتهديد أمن روسيا وضرب سيادتها واضعافها وجعلها دولة على الهامش.

كانت وما زالت الجماهير في اليمن تؤمن بأن انتصار روسيا في هذه الحرب هو انتصار لكل الأحرار والمستضعفين في العالم، الذين عانوا من الاستبداد والهيمنة الإمبريالية الأمريكية الغربية طوال العقود الماضية، وهذا الايمان نجد مثيله في الوطن العربي ايضا، وفي دول كثيرة وعند شعوب مختلفة، أصبحت ترى أن انتصار روسيا هو انتصارا لها، وأن سقوط المؤامرة الغربية عليها وانهزامها هو بداية عهد جديد في العالم، يتخلق فيه نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يحقق التوازن والعدالة، وينهي الى الابد هيمنة القطب الأوحد، الذي عربد و أنتج الكوارث والحروب والمجاعات وشرد الملايين على امتداد المعمورة.

يبتهج الناس كثيرا لتصريحات الرئيس بوتن في وسائل الإعلام، ويتناقلونها بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحماس وفرح كبيرين، سواء تلك المتعلقة بالحرب، أو ذات الصلة بالسياسة، لا سيما تلك الموجهة إلى أمريكا والغرب، حيث يجد الناس فيها تعبيرا عن مواقفهم الرافضة للسلوك الأمريكي والغربي الموسوم بالكذب والخداع واللصوصية والانتهازية، ويرون في بوتن القائد والزعيم العالمي الذي يقودهم ويمثلهم في مواجهة هذه المنظومة غير الأخلاقية.

ينتصر بوتن في كل الميادين، ففي الميدان العسكري يعتبر منتصرا في حربه على أوكرانيا حتى الان، رغم تكالب امريكا وحلفاؤها عليه، ورهانهم على الوقت لهزيمته واضعافه لكنهم لم يستطيعوا، وباءت كل محاولاتهم بالفشل الذريع، وفي الميدان السياسي استطاع بوتن وإدارته ووزير خارجيته ورجال السياسة والدبلوماسية الروسية، أن يهزموا الأعداء والخصوم رغم كثرتهم، وان يفحموهم تماما ويعروهم أمام العالم حتى أصبحوا لا يجدون شيئا يتسترون به ليغطوا فضيحتهم الكبيرة، وفي ميدان الاقتصاد فقد رأى العالم كله كيف انقلب حصار روسيا ماليا واقتصاديا إلى صراخ داخل امريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها، خوفا وهلعا من نقص إمدادات الغاز والوقود، وارتفاع الأسعار وتعقد الاوضاع المعيشية للناس، وبسبب ذلك سقطت ثلاث حكومات اوروبية، واحدة في ايطاليا واثنتان في بريطانيا، وما تزال أخرى مهددة في دول غربية وأوروبية عديدة.

وفي ميدان الأخلاق والقيم فقد هزمت امريكا والغرب تماما في معركة المثلية والشواذ، تلك الثقافة اللعينة التي يريدون تصديرها للعالم، حيث أعلنت روسيا اسقاطها برفضها التام لها، لياتي تصريح الرئيس بوتن الأخير أثناء أحداث كاس العالم، ليسخر من الدول الغربية التي تريد الانتصار بالمثلين في المحفل الرياضي الكبير، مؤكدا تمسكه بالفطرة السوية التي خلق الله عليها الإنسان من ذكرا وأنثى، واعتبر موقف بوتن دعما كبيرا لدولة قطر وللعرب، الذين تمسكوا بثقافتهم العربية والإسلامية في مواجهة ثقافة المثلين والشواذ في منديال كأس العالم، وكلنا شاهد كيف تم التصدي لذلك.

الجماهير هنا وهناك مؤمنة بانتصار روسيا وبوتن في معركتهم الأخلاقية العالمية مهما طال الوقت، ويمكن القول ان هناك انسجام وتوافق بين الشعوب والأنظمة في دعم روسيا في هذه المعركة، حتى وإن لم تعبر الأنظمة عن ذلك صراحة، الا أن مواقفها كما يبدو تكشف عن ذلك، ولعلنا شاهدنا كيف رفضت أنظمة في المنطقة مطالب امريكا والغرب برفع انتاج النفط والغاز لتعويض حملة مقاطعة روسيا، وقد فشلت كل الضغوط والمساعي الأمريكية والغربية في هذا الاتجاه.

الرئيس الأوكراني الفهلوي وعصابته النازية عرضوا بلدهم ومصالح شعبهم للخسران والدمار في خدمة مصالح امريكا والغرب، الذين تركوهم لوحدهم في ميدان المعركة ..فهل ستنفعهم الان الأموال والسلاح الذي يحصلون عليه؟ طبعا لن ينفعهم ذلك البتة في تحقيق ولو نصر بسيط في معركة معلوم مسبقا انهم الطرف الأضعف فيها، والثابت أن اوكرانيا بعد الحرب لن تكون كما قبلها، والثابت ايضا أن زلنسكي وعصابته النازية في اوكرانيا، قد أصبحوا في نظر شعوب العالم مجرد مرتزقة وعصابة مافيا، ضحوا ببلدهم وشعبهم، والان يتاجرون به من دولة إلى أخرى.

النصر حليف الاحرار، وحليف المتطلعين للعدالة والمحبة والتوازن والوسطية، حليف الأخلاق والقيم، روسيا ليست وحدها في هذه المعركة، فإلى جانبها دول كبيرة ومن كل الأحجام والمستويات، وإلى جانبها شعوب كثيرة على امتداد المعمورة من بينهم العرب والمسلمين، والأهم أن معها إرادة الله ايضا، وإرادة الله لا تقهر مطلقا.

تحية لروسيا العظمى، وللرئيس بوتن وللشعب الروسي الصديق من اليمن، وتحديدا من العاصمة عدن، تحية النصر.

باسم فضل الشعبي

رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام
قائد سياسي ورئيس المركز الاعلامي للمجلس الاعلى للحراك الثوري الجنوبي

Left Menu Icon
الرئيسية