تم النشر بتاريخ 23 ديسمبر, 2022
تلتقي العلاقات الروسية العربية وتتوحد في بُعدٍ تاريخي واستراتيجي منذ القِدم، ومنذ زمن الاتحاد السوفيتي السابق.
ومنذ أن ورثت روسيا الاتحادية الاتحاد السوفييتي ابتداءً من عام 1990م، شهدت العلاقات الروسية العربية تطورات كبيرة، بفضل السياسات الخارجية الروسية المتزنة تجاه العرب.
ولأنها قوة دولية وعضوًا دائما في مجلس الأمن الدولي، والشريك الاقتصادي الفعّال، فان المنطقة العربية تحظى بإهتمام خاص من قِبل القيادة الروسية، ممثلة بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين، حيث شهدت هذه العلاقات توقيع اتفاقيات التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والتقنية، لتخطو العلاقات الروسية العربية بشكل تدريجي نحو تعزير متلاحق لشؤونها وتعاونها المشترك، فقد ساهم هذا التطور في إدراك الفوائد لإعادة تفعيل العلاقات التاريخية مع بعض الدول العربية وتطويرها مع البعض الآخر.
العلاقات الروسية العربية في المرحلة الحالية تتسم بالانفتاحية، وهي مرشحة لمزيد من الارتقاء الإستراتيجي، بالرغم من العوائق الأمريكية والغربية تجاه ذلك.
ويبدو أن العلاقات الروسية العربية تعززت بتسارع من خلال تفعيل (منتدى التعاون الروسي العربي)، لتمثل دلالة واضحة على التطور المتنامي للعلاقات المشتركة، ويساهم في تعزيرها، إذ سجل التبادل التجاري بين روسيا والدول العربية نموًا كبيراً، وبات المنتدى يُشكّل آلية فعاّلة لتعزيز أواصر العلاقات الروسية العربية، والعمل على تعزيز الشراكة، وليُشكّل منصة مفيدة للحوار حول القضايا الرئيسية ووضع الحلول المناسبة للعديد من النزاعات بالطرق والأساليب السياسية والدبلوماسية، على أساس إحترام القانون الدولي والالتزام بسيادة ووحدة الدول.
المواقف الروسية الشجاعة والعادلة إتجاه البلدان العربية تلعب دورا محوريًا للتوصل إلى حل للمشكلات القائمة فيها، وفقاً للمبادئ والأسس المنصوص عليها دولياً.
ساهمت روسيا بشكل كبير في مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة العربية، وها هي تسطّر مواقف فعّالة إتجاة الدول العربية. ونكرر، إنه أصبح من الطبيعي أن نتطلع إلى أهمية تعزيز العلاقات الروسية العربية، فهناك قواسم مشتركة تجمع العرب بروسيا ببعد تاريخي وإستراتيجي وعلاقات تتميز بعدم وجود الأطماع والحسابات الأخرى، كون العلاقات الروسية العربية يسودها الأحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الأخرين.
يُلاحظ ايضا أن العلاقات العربية الروسية تتجه بتسارع نحو مزيدٍ من توسيع آفاق التعاون ومجالات الشّراكة، وتعزيز قدراتها التفعيلية في مختلف المناحي، كما تسير هذه العلاقات إلى زيادات ملحوظة في تبادل الخبرات، وتعزيز مسيرة النجاح العربي الروسي المتصاعد.
عبدالحميد الكبي
كاتب وناشط يمني
مدير العلاقات العامة بمركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع