تم النشر بتاريخ 16 نوفمبر, 2022
احلى وجبة يتسابق عليها الأطفال “أندومي وشطّة”.
كذا يبدو مزاج الصغار الذين يجتمعون في حارات المدينة عند المساء.
يحيون بداية ليلتهم بشراء قراطيس الأندومي وقوارير الشّطّة من البقالات ،ويوزعون الأدوار بين أعضاء الفريق في الطبخ ، كل ليلة في منزل .
يرونها وجبة لذيذة تشبع بطونهم، كما يرونها “مفخرة” في زمن الفقر.
وحول هذه المائدة البسيطة المتواضعه وطن يتنازعه
حكّام محلّيون نَهِمون “يقرطون” المليارات، لهمُ الشنطة وللصغار الشّطّة.
وقد برز جديد الأزمة في البلد، ماقيل عنه حرب الرواتب، وحرب النفط، وحرب البحار.
كل هذه الحروب يجني من وراءها الحكّام أموال طائلة وللشعب الأندومي.
صَدَقَ السياسي الذي قال أن الحرب في هذا البلد من أجل السلطة والثروة، فهي مغنم وتجارة رابحة.
ولو أنها غير ذلك لتوقفت من زمان.
ولقد عَلِمَ العالم هذه القصة فماطل في الحل ، وعبث في الديبلوماسية، وسَخِرَ من الجميع حاكم ومحكوم.
بكى الرئيس البرازيلي الجديد من إقتراب المجاعة نحو شعبه.
رغم أن أطفال بلده لا يحتفلون بأكل الأندومي كما يفعل أطفال اليمن.
هذه الحرب غنيمة الكبار ،
فقد صاروا أثرياء حتى اولئك الذين في المنفى وبلاد اللجؤ.
يا قوم لكم الشّنطة ولنا الشّطّة.
رفقاً بصحة الصغار ..
وقد علمتم أن ” الأندومي” مجلبة للأمراض.
فمُنِعَ بيعه في أقطار وحُضِرَ عن متناول الأطفال في بلاد عربية شتى.
فهو ضارٌّ ومكوناته مسرطنة، أُغلِقت دونه الأسواق، بينما
يجد سوقاً رائجة في بلدٍ موبؤ
بالحرب، فصغارٌ يموتون بالألغام وصغارٌ يموتون بالأندومي.
وفي (السعيدة) أطفال يبحثون عن الطعام في القمامة وأطفال يتسولون عند محطات السيارات وأطفال يسألون الناس في الجولات.
وفي “البلدة الطيبة” أطفال تركوا المدارس وذهبوا الى العمل الذي لايقدرون عليه، حتى صاروا (شُقاة) في سن مبكرة، تحرق جلودهم شموس النهار في طفولة ليس لها بواكي.
وأطفال عسكرتهم الحرب فالتهمت أجسادهم رمال الصحراء وصخور الجبال..
يقول الراوي :
هذا الشعب يحكمونه غصباً وهو خانعٌ ذليل ..لسان حال حاكمه:
لا تُدبِّر لكَ أمراً
فأُولو التدبير هـلْكَى
وارضَ عنّا إنْ حَكَمنا
نحنُ أولى بِكَ مِنكا.
عبود علي الشعبي
كاتب صحافي
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع