الانتقالي يتنفس الصعداء

تم النشر بتاريخ 3 ديسمبر, 2025

خالد سلمان

سؤال المزاج الصراعي الحقيقي والمتخيل، يذهب بنا إلى مجاهل استنتاجات مبنية على الأمنيات والمواقف المسبقة، بشأن إفتراض كل طرف بتحقيق نصره الخاص في حال تم التوافق الإقليمي وتحديداً السعودي بفرض سياسة الإحلال ، حيث تحل قوات درع الوطن محل المنطقة العسكرية الأولى.
خصوم الإنتقالي يرون في هذه التخريجة هزيمة لخصمهم ، في ما تختلف زاوية نظرة خصوم الإخوان، بإخراج المنطقة المحسوبة هزيمة لمشروع أخونة الجيش الرسمي ، والقضاء على قيادة الظل الموازية الخارجة عن سلطة وزارة الدفاع.
الحقيقة قوات درع الوطن لا توجد لديها تناقضات حادة مع الإنتقالي ، أولاً لوحدة النسيج الإجتماعي بين المكونين العسكريين ، ووجود تجربة العمل المشترك في الميدان بينهما ، بما في ذلك واحدية الكثير من مسارح العمليات القتالية ضد الحوثي .
السعودية التي مولت قوات الدرع وسلحتها ، ستشعر بالأمان المضاعف لحدودها مع مثل هكذا قوات ، في ما سيكون الإنتقالي أقل تحفظاً إزاء الدرع ، وأكثر إرتياحاً من تقليم أظافر القوة الإصلاحية الضاربة، في واحدة من اخطر المناطق الجيوسياسية المتاخمة للسعودية ، والممسكة بالثروة.
هل وجود الدرع في حضرموت الوادي والصحراء هزيمة للإصلاح ؟
قطعاً نعم لأكثر من سبب :
خسارة ألوية وأخطر ورقة ضغط وإبتزاز سياسي على الداخل والخارج معاً.
تضييق رقعة سيطرة الإخوان الجغرافية ،فحضرموت مساحة مترامية الأطراف، ففي خطط الزحف جنوباً لامعنى لإنجاز مخطط دخول عدن ، دون التحام المنطقة الأولى بمأرب وصولاً لشبوة وأبين وإختراق بوابة معقل الإنتقالي عدن.
في المجمل سيؤرخ سحب قوات المنطقة الأولى لمرحلتي قبل وبعد الإنسحاب ، وستُسقِط الإصلاح من منصة اللاعب الرئيس ،الذي يملك قرار الحرب الأهلية في المناطق المحررة من عدمه.
قوات الدرع في حال تحقق هذه الخطوة ، ستغضب الإصلاح ، ولكنها ستريح عديد الأطراف :
الإنتقالي الذي سيتنفس الصعداء.
السعودية التي تراهن على الدرع منذ التأسيس.
حلف القبائل في حضرموت، الذي سيمنحه هذا الحل إحساساً بالنصر أو بعدم الهزيمة الكاملة .
إجمالاً باستثناء أخوان اليمن مثل هذا الحل الوسط ،سيمنح الجميع جزء من الكعكة ، وسيشيع أجواء الرضى لكلٍ بين أنصاره عن مخرج عنوانه رابح رابح.

Left Menu Icon
الرئيسية