تم النشر بتاريخ 3 ديسمبر, 2025
ازال الجاوي
من الواضح أن ما يُسمّى بـ(معركة) — أو بالأصح إعادة التموضع والانتشار — هو تحرّكٌ محدود الهدف، يُراد به استكمال تصفية بقايا الجيش القديم التابع للشرعية لا أكثر. فتحرّكات قوات الانتقالي في الأيام الماضية لم تكن موجّهة ضد قوات بن حبريش ولا ضد درع الوطن، ما يعني أن قوات الانتقالي دخلت لتنفيذ مهمة محددة ثم ستعود أدراجها.
لكن — وكالعادة — الحدث نفسه ليس هو المهم، بل ما سيتركه من نتائج بعيدة المدى. وأخطر هذه النتائج هو إخراج حزب الإصلاح من معادلة توازنات القوى، أو على الأقل دفعه إلى هامشها، وهو ما سيعيد رسم خريطة القوة في اليمن بالكامل.
وبناءً على ذلك، فإن مأرب، المعقل الرئيس للإصلاح، تقف اليوم أمام ثلاثة خيارات كلها مُرّة:
1. مد يدها لصنعاء، وهذا أصعب الخيارات وأكثرها استبعاداً، لاعتبارات سياسية وأمنية ونفسية.
2. قتال صنعاء بظهرٍ مكشوف، فهي باتت بين المطرقة والسندان دون عمق استراتيجي ولا ظهير داخلي أو خارجي.
3. البقاء دون حراك وانتظار المصير المحتوم: إما أن تُؤخذ من صنعاء، أو من عدن، أو تُقسّم بين الطرفين في مرحلة لاحقة.
أما المهرة وتعز، فإن مصيرهما سيُحسم تلقائياً في اللحظة التي تدخل فيها قوات الانتقالي سيئون .
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع