لماذا لا نكون مسلمين كما جاء في كتاب الله العظيم؟

تم النشر بتاريخ 27 أكتوبر, 2025

باسم فضل الشعبي

كنت قبل فترة في حوار مع عدد من الأشخاص من المسيحين واليهود ، وتحدثت معهم عن الإسلام، ودعوتهم إليه .
فقالوا انتم للاسف المسلمين معكم دين عظيم وكتاب من الله عظيم ، وهو دستور هذا الدين ومرشده الروحي والقيمي ، لكن اغلبكم لا يعمل بما أنزله الله في هذا الكتاب، لذلك ظل اكثركم عن الطريق الصحيح والقويم، وانحرف الاسلام عن طريق الله الحق إلى طريق الأهواء والشياطين ، وأصبح دينا مختطفا بيد جماعات وأحزاب وقوى تتاجر به ،وتخدم اهداف مضره بكم كشعوب ودول ، وحينما يتحرر الاسلام من هذا الاختطاف بلاشك سوف يصبح دينا عظيما مرة أخرى، وستجدون كثيرون يدخلون فيه من العرب والمسلمين والمسيحيين واليهود وغيرهم .
تأملت في هذا الكلام كثيرا ، وقلت هذا كلام صحيح ، بما معناه نحن المسلمين اليوم بحاجة لمراجعة كبيرة وعميقة لتراثنا الديني بما يتسق ويتفق مع كتاب الله ، وبما يتوافق مع الزمان والمكان الذي نعيش فيه ، ويعيش فيه العالم من حولنا، كون الاسلام دين كوني وعالمي، وهو دين كل البشر على وجه الارض ، لانه دين كل الانبياء والرسل ، التي جاءت منهم البشرية كلها وتنتمي إليهم نسبا واعراقا وشعوبا وامما.
لهذا نقول دائما علينا أن نهتم بالافعال دائما لا بالاقوال والشعارات اذا اردنا نعرف من هو المسلم ومن هو المؤمن . الايمان مفهوم شامل قد يشمل المسلمين وغير المسلمين ، والإسلام أصبح اليوم دينا محصورا في دول وجماعات معينة مع أنه في الواقع هو دين الناس كافة على وجه الارض ، ونعلم أن الإسلام سوف يعود كذلك قريبا ، ولكن بعد أن نشخص الخلل ونضع العلاج المناسب والناجع ، ليصبح الاسلام العظيم دين أهل الأرض كلهم.
وقال أحد العلماء والشيوخ الكبار ذات مرة حينما سافر إلى بلاد الغرب : لقد وجدت الإسلام ولم اجد المسلمين ، ولما عدت إلى بلاد العرب والمسلمين، وجدت المسلمين ولم اجد الاسلام .
وهذا يختصر المسألة كلها ،بمعنى أن المعاملات والعدل وحرية الفكر والسلوك والأمانة في الغرب واحترام الإنسان وحفظ وصون حقه وكرامته ، هي من تعاليم و قيم الإسلام، والناس مستسلمين وخاضعين لها، بينما هم ليسوا مسلمين حاليا بالمفهوم المتعارف عليه، وهذا ما لا نجده في بلاد العرب والمسلمين، بينما هم شعوب مسلمه بدين الله كما نعتقد، لكنهم غير مستسلمين ومسلمين وخاضعين لقيم العدالة والكرامة والمساواة والأمانة، التي هي من تعاليم وقيم الله في القران العظيم.
وهذا يجعلنا نضع خط تحت كلمة الايمان وخط تحت كلمة الاسلام ، لنعرف أن الإيمان والتوحيد هما اسبق من الإسلام ، وان الله في كثير من آيات القران لا يرضى ولا ينعم ولا يمنح الا المؤمنين به قولا وفعلا ، الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ولم يقل الذين أسلموا ولا في آية من آيات القرآن.
وهذا يجعلنا نتساءل : هل الغرب وغيرها من الدول غير المسلمة، هم أكثر منا إيمانا بالله وتوحيدا له وتطبيقا لتعاليمه وقيمه ، لذلك تقدموا وارتقوا ، رغم القصور والثغرات الموجودة لديهم ، وهل تخلف المسلمون لان أكثرهم كفروا واشركوا بالله الحق وعبدوا مادونه من الأهواء والشياطين ؟
ان الصراع الموجود في العالم اليوم ليس صراع مصالح كما يعتقد البعض مما هو ظاهر ، فالصراع العظيم اساسا هو بين الحق والباطل والخير والشر … وكم نحن اليوم كعرب ومسلمين بحاجة للتأمل والتفكر والمراجعة ، قبل ان تتبدل الأرض والسماوات.

Left Menu Icon
الرئيسية