تم النشر بتاريخ 27 أكتوبر, 2025
تعز/ تقرير
هذا الشاب من محافظة إب ويدعى نادر صادق الوعد، طفل لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، من أسرة محترمة وبسيطة من عامة الناس، تم اغتياله قبل ثلاثة أشهر في محافظة تعز على يد أحد قيادات محور تعز التابع لحكومة المرتزقة، المدعو زياد الشرعبي.
كان القا تل زياد الشرعبي يتربص بالطفل نادر وشقيقته الصغيرة يومياً، ليتحرش بهما لفظياً وجسدياً أثناء عودتهما من المدرسة، مستغلاً سلاحه ونفوذه الحزبي كأداة لإرهاب أسرة ضعيفة لا تملك سوى الشكوى والاستغاثة.
وقد أبلغ والد الطفل الجهات الأمنية والمشايخ والنيابة مراراً، لكن لم يجرؤ أحد على لمس المدعو زياد الشرعبي أو مساءلته، لأنه أحد أدوات حزب حاكم تعز ويسيطر على مفاصل الأمن والسلطة في تعز.
وفي يوم الجريمة، وبعد أن علم المدعو زياد الشرعبي بأن والد الطفل تقدّم بشكاوى ضده، نصب كميناً للطفل نادر وشقيقته أثناء عودتهما من المدرسة، وبدأ بتوجيه ألفاظ قذرة والاعتداء عليهما.
حاول نادر الدفاع عن نفسه وعن شقيقته، لكنه كان أعزل في مواجهة بندقية متغطرس مدعوم من سلطة حزب إرهابي يتستر على القتلة والفاسدين.
أطلق زياد الشرعبي سبع رصاصات غادرة اخترقت جسد الطفل البريء، فسقط مقتولاً، بينما كانت شقيقته تصرخ وهي تراه يحتضر أمام عينيها.
ورغم مرور ثلاثة أشهر على الجريمة، لا يزال القاتل حرا طليقاً، يجوب شوارع تعز تحت حماية حزب الفساد وأجهزته الأمنية التي تحولت إلى أدوات قمع وحماية للمجرمين، في حين تلتزم منظمات حقوق الإنسان، والإعلاميون في تعز صمتاً مخزياً.
هذه الجريمة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة في مدينة اختطفها المجرمين وحولوها إلى مدينة الخوف والاغتيالات والاغتصابات والانتهاكات ، ففي تعز اليوم، تُغتصب الطفولة في وضح النهار، وتُغتال المرأة، وتُهان الانسانية ويُسجن الأبرياء دون محاكمات، وتُصادر الممتلكات ويُعتقل المعارضون السياسيون، وتتحول مؤسسات الدولة إلى مقرات حزبية تديرها قيادات اجرامية كإقطاعيات خاصة، وما حدث لنادر صادق هو مرآة لوجه تعز اليوم، وجه شوهه الإخوان بالقتل والانتهاكات، وحوّلوا فيه الدفاع عن الشرف إلى تهمة، وجريمة.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع