تم النشر بتاريخ 21 أكتوبر, 2025
خلف الحبتور
القضاء العادل هو العمود الفقري لأي وطن يريد البقاء. فلا اقتصاد ينهض، ولا استثمار يزدهر، ولا إنسان يشعر بالأمان، إن لم يكن هناك عدل يطبَّق على الجميع بلا استثناء.
العدالة ليست شعاراً يُرفع، بل ممارسة يومية تبني الثقة بين الدولة والمجتمع. حين يعلم الإنسان أن القانون يحميه مهما كان خصمه، يزول الخوف، وتولد الثقة، وتنطلق طاقات البناء والإبداع.
أما حين يختل ميزان العدالة، يبدأ الانهيار بصمت. لا شيء يدمّر الأمم مثل الظلم، لأنه يزرع الحقد في القلوب، ويهدم الانتماء، ويحوّل الطاقات من العطاء إلى الانتقام.
العدل أقوى من القوة، وأبقى من المال، وأسمى من النفوذ. والقانون بلا عدل كالجسد بلا روح، والعدل بلا تطبيق ككلمة بلا معنى.
نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة المبروكة نعيش في ظل نظامٍ جعل القانون فوق الجميع، لا يفرّق بين مركزٍ أو إسم. وهذه نعمة عظيمة غرسها فينا الشيخ_زايد بن سلطان آل نهيان و الشيخ_راشد بن سعيد آل مكتوم رحمهما الله، حين أسّسا دولة قائمة على العدالة قبل الرفاه، وعلى الإنصاف قبل الازدهار.
نجاحنا اليوم ليس مصادفة، بل نتيجة قيادة آمنت أن العدالة هي طريق القوة الحقيقية. القوانين تُبنى لحماية الإنسان، لا لخدمته بحسب موقعه، والعدل لا يتجزأ، إما أن يُطبّق على الجميع، أو يفقد معناه بالكامل.
لهذا أقولها بوضوح: القوة الحقيقية للدول ليست في جيوشها أو ثرواتها، بل في عدالة قضائها ونزاهة مؤسساتها. فحيثما وُجد العدل، وُجد الأمان، وحيث يغيب، يحلّ الخراب.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع