تم النشر بتاريخ 15 أكتوبر, 2025
امير غالب
إن كان هناك من ثروة حقيقية وثمرة وفائدة تستحق الذكر، خرجنا بها من العمل السياسي خلال الأربع السنوات الماضية، فهي في محبة الناس التي غمرونا بها ولازالوا.
بهذه المحبة والدعم اللامحدود، وبالصدق والنزاهة والإخلاص، تجاوزنا كل التحديات، وانتصرنا على قوى الشر في كل الصراعات؛ أنتصرنا في الانتخابات رغم التضليل والافتراءات، وانتصرنا في قاعات المحاكم، وانتصرنا على المكر والدسائس وحملات التشوية والمغالطات، وانتصرنا في الحفاظ على القاعدة الشعبية وكسب ود الناس، وانتصرنا في تحقيق الإنجازات على الأرض، من إصلاحات في البنية التحتية كما لم يحدث من قبل في تاريخ المدينة، وانتصرنا في الحفاظ على فائض في الميزانية للعام الرابع على التوالي بعد ان كانت تعاني من العجز المزمن في عهد الادارات السابقة، وانتصرنا على من أرادوا اثارة الفوضى داخل المدينة، وانتصرنا عندما قررنا معاقبة قوى الشر على المستوى الوطني الأميركي وليس فقط في مدينتنا، فضربنا وأوجعنا حتى سمعت الكرة الأرضية كلها بصراخهم وعويلهم، وأنا هنا أتكلم عن قوى ذات نفوذ جبار ولا اتكلم عن المهرجين هنا أو هناك.
أسلحتنا السلمية الفتاكة وأوراقنا الحاسمة التي تدحض الشبهات وتخرس افواه النكرات، نكشفها عند الحاجة إليها في قاعات المحاكم أو في غرف التحقيقات وليس في وسائل التواصل أو لضحايا الصراعات النفسية الداخلية والأزمات.
ونصيحتي للأصدقاء والمحبين، تجنبوا الخوض في صراعات جانبية عبثية ولا تضيعوا أوقاتكم في القيل والقال الذي قد يسرق منكم السكينة وراحة البال!
وبالمناسبة، يتواصل معي بعض الأخوة ويخاطبونني وكأنني طرف في صراع فيسبوكي عبثي، وأنا من هنا أتحدى أي شخص قريبا كان او بعيد، أن يثبت أنني قد طلبت من أحد ان يدافع عني، أو أن يرد على أحد ، أو أن يهاجم أحد بالنيابة عني في وسائل التواصل!
من كان لديه الدليل فليضعه في التعليقات!
أنا أخوض معاركي وحيداً مستعينا بالله ومستندا الى محبة الناس ودعمهم، مع قوى ومنظمات ولوبيات تسخّر الملايين لمحاربتي، وعندما عجزَت عن إيقاف مسيرتي لجأت لأساليب الزيف والكذب والخداع والتشويش على أعلى المستويات، فتارة تتهمني بالتطرف وأخرى بالعنصرية او التمييز أو معاداة وكراهية شرائح وأديان معينة، وعادت في صفحات التواصل ١٥ عاما للوراء للبحث عن زلة لي هنا أو هناك، وكلها افتراءات واتهامات باطلة سنتجاوزها بإذن الله، لأن الحقيقة دائما تنتصر والتضليل دائما يبوء بالخيبة والفشل، ولو كان لديهم ثغرة أخرى تثبت عدم نزاهتي أو عدم كفاءتي لما احتاجوا لمحاكمة النوايا عبر افتراضات ومنشورات فيسبوكية قديمة، ومرة أخرى، انا اتحدث هنا عن مراكز نفوذ كبرى وليس عن أفراد هامشيين.
وفي النهاية، أخوكم شخص بسيط، هاجر من القرية وحيدا في سن المراهقة، قبل ان يتعرف جيدا حتى على أقرب مدينة لقريته، لكنه صار يعرف دهاليز البيت الأبيض أكثر من معرفته بشوارع مدينة إب، وفي الماضي عمل بالفلاحة ورعي الأغنام، ومع ذلك كان متفوقا دائما في دراسته، ثم عمل في اميركا في مصانع السيارات وفي المطاعم وفي محطات البترول، ورحلة ١٢ عام من الكفاح والسهر والتعب والتحديات في الدراسات الجامعية في خمس جامعات أمريكية مختلفة ، وفي مراحل وتخصصات متعددة، لا يمكن أن يختصرها منشور فيسبوكي او مقال كيدي عدواني هنا او هناك، خصوصا عندما تُختصر رحلة الكفاح والصعود التاريخي من القرية إلى البيت الأبيض، عن طريق هرطقات وهجمات عدوانية غير مبررة وغير منصفة، لا يقهرني فيها شيء سوى ذبح اللغة العربية من الوريد الى الوريد عند الحديث عنها من قِبل بعض عباقرة جاليتنا!
وفي النهاية، انا أنسان قروي بسيط حلم ذات يوم ان يكون سياسيا، فجاءت أحداث ١١ سبتمبر مع اول سنة جامعية لي، فاضطررت لدراسة الطب بدلا من السياسة التي كان فيها شغفي، لأن الكثير نصحني أنه لم يعد لي هناك مستقبل سياسي في هذا البلد بسبب خلفيتي ولكنَتي باللغة، والأحداث والظروف المحيطة بي، ثم عدت بعد عشرين عام الى مجال السياسة والخدمة العامة عندما سنحت لي الفرصة.
تقدر تقول اني تحايلت على الكثير من السياسيين اللي صار لهم عقود يطبلوا هنا وهناك وغلبتهم بقدراتي ومهاراتي ونزاهتي وإخلاصي وجرأتي وشجاعتي وبمحبة الناس ودعمهم لي، وقبل كل هذا وذاك، بتوفيق الله وعونه.
ولو كنتُ متعثرا في أولى درجات سِلّم النجاح لخجلت من نفسي أن أهاجم أو أسخر ممن بلغ الدرجات العلياء من ذلك السِلّم حتى ولو تعثر فيها مؤقتا!
ومع كل ذلك، من قال ان المشوار قد انتهى!
أنا في ربيع الشباب وللحكاية بقية!
تحية لكم جميعا، وسيروا نحو الأهداف الكبرى ولا تلتفتوا للشوائب على جنبات الطريق!
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع