تم النشر بتاريخ 14 أكتوبر, 2025
مسارات / متابعات
شهدت مدغشقر تحولًا دراماتيكيًا على صعيد السياسة الداخلية، إذ اندلعت احتجاجات شعبية واسعة منذ 25 سبتمبر، قادها جيل الشباب المعروف باسم “جيل Z”، اعتراضًا على الفساد المستشري ونقص الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء، وسوء الإدارة الحكومية.
وسط هذا الغليان الشعبي، غادر الرئيس أندريه راجولينا البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية بعد أن فقد السيطرة على الشارع والجيش، في خطوة أثارت دهشة الرأي العام المحلي والدولي. وتشير تقارير إلى أن باريس لعبت دورًا في تأمين خروجه عبر صفقة سرية، تضمنت العفو عن ضابطين فرنسيين سابقين تورطا في محاولة انقلاب عام 2021، ويُقال إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشرف شخصيًا على العملية.
في الداخل، أعلنت وحدة النخبة العسكرية “كابسات” (CAPSAT)، وهي الوحدة التي ساعدت راجولينا على الوصول إلى الحكم عام 2009، انقلابها عليه وانضمامها إلى المحتجين. ودعت الوحدة الجيش إلى رفض الأوامر غير القانونية والعمل لخدمة الشعب، ما يعكس تحولًا جوهريًا في موازين القوة السياسية والأمنية.
بدأت الاحتجاجات كحركة شعبية لمواجهة الأزمات المعيشية، لكنها سرعان ما تحولت إلى انتفاضة شاملة ضد النظام الحاكم، خصوصًا بعد أن حاول الرئيس تعيين رئيس وزراء جديد لاحتواء الأزمة، لكن الشارع رفض أي تسوية دون رحيله الكامل عن السلطة.
ويرى محللون أن ما يحدث في مدغشقر يشبه بشكل واضح احتجاجات المملكة المغربية وموجات الاحتجاجات التي عرفتها دول إفريقية عدة خلال العقدين الماضيين، حيث لعبت حركات الشباب دورًا حاسمًا في الدفع نحو التغيير والإطاحة بالأنظمة الفاسدة.
ويتابع المجتمع الدولي عن كثب تطورات الوضع، محذرًا من أن الفراغ السياسي قد يؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار إذا لم يتم تشكيل قيادة انتقالية قادرة على إدارة الأزمة وإجراء الإصلاحات الضرورية في القطاعات الحيوية.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع