الرسالة والرسول ..وقفة للتأمل

تم النشر بتاريخ 13 أكتوبر, 2025

باسم فضل الشعبي

الإسلام هو دين الله الأوحد منذ أول الأنبياء آدم عليه السلام، مرورًا بكل الأنبياء: نوح، إبراهيم، داوود، موسى، عيسى، وحتى محمد ﷺ، وإلى اليوم.
الشيء المستجد الذي كان يحدث طوال كل هذه الأزمان، ليس تغيير الدين أو الإتيان بدين جديد، وإنما نبي أو رسول جديد ورسالة جديدة، وكل رسالة تُجدِّد الرسالة التي قبلها لتصبح صالحة للمكان والزمان الذي يعيش فيه الناس وتتحرك فيه الحياة والعصر.

وعندما يتحدث كثيرون اليوم عن وجود رسالة ورسول في هذا الزمان، لا يعني ذلك تبديل الدين أو الإتيان بدين غير الإسلام، وإنما رسالة جديدة ورسول جديد لتجديد رسالة الإسلام في الزمان والمكان الحاضر والمستقبلي، الذي يختلف تمامًا عمّا كان عليه المسلمون في الماضي، أي قبل 1400 سنة.

إن من يقف محاربًا هذا المشروع السماوي الجديد هم ثلاثة أصناف من البشر:

الصنف الأول: كافر بالجديد، متشبث بالماضي والقديم، لا يريد أن ينفك عنه خوفًا على مصالحه وتجارته غير المشروعة بالدين، ولكي يستمر الظلم والاستبداد والفساد باسم الدين وباسم الله، مما يعيق تطور حركة الحياة وتقدّم العصر.

الصنف الثاني: مشرك، أي أنه قد شذّ عن دين الله القويم بعلمٍ أو بغير علم، وأصبح يعبد ويطيع ما دون الله تعالى، بينما هو يدّعي الإيمان بالله خداعًا أو جهلًا.

الصنف الثالث: قد نجده مؤمنًا بالجديد لكنه يحاربه بدافع الحسد، والحسد ظاهرة خطيرة عانى منها الأنبياء والرسل، ولم يسلم منهم أحد. والحسد بحد ذاته مرض، نسأل الله أن يشفي صدور قومٍ مؤمنين.

عودوا إلى القرآن والسنة الصحيحة، وسوف تعرفون ما نحن عليه اليوم، وما نحن مقبلون عليه غدًا، من تصحيحٍ وتوحيدٍ وإيمانٍ مطلق، وخيرٍ وسعادةٍ وسلام للبشرية كلها، وجنّةٍ واستخلافٍ في الأرض، وحياةٍ أبدية، ولو كره الكافرون والمشركون.

Left Menu Icon
الرئيسية