تم النشر بتاريخ 13 أكتوبر, 2025
مسارات / متابعات
شهدت الساحة الفلسطينية اليوم حدثًا تاريخيًا تمثل في تحرير الأسير القائد محمود عبد الله العارضة، المعروف بـ“مهندس نفق الحرية”، ضمن صفقة تبادل الأسرى التي جرت بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بوساطة دولية. العارضة من أبرز الأسرى الفلسطينيين، إذ أمضى في سجون الاحتلال نحو 29 عامًا وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد، قبل أن ينجح عام 2021 مع خمسة من رفاقه في تنفيذ عملية الهروب الشهيرة من سجن جلبوع عبر نفق حُفر تحت الزنزانة، في واحدة من أكثر العمليات التي حيّرت المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وأكدت مصادر في هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن العارضة أُدرج ضمن قائمة الأسرى أصحاب الأحكام العالية الذين شملتهم الصفقة، إلى جانب عدد من رفاقه الذين شاركوا في العملية ذاتها، من بينهم زكريا الزبيدي وأيهم كممجي ومحمد قادري ومناضل نفيعات ويعقوب قادري. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية أن الإفراج عن العارضة تم وسط أجواء احتفالية كبيرة في مسقط رأسه بلدة عرّابة بمحافظة جنين، حيث استقبله المئات من أبناء شعبه بالهتافات والزغاريد ورايات الفصائل الفلسطينية، معتبرين الإفراج عنه نصرًا للكرامة والإرادة.
باركت فصائل المقاومة الفلسطينية هذا الإنجاز، مؤكدة أن تحرير الأسرى سيظل أولوية وطنية حتى نيل الحرية الكاملة لجميع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال. ووفقًا للمصادر الرسمية، شملت الدفعة الأولى من صفقة التبادل الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا بينهم 192 محكومين بالسجن المؤبد و25 من ذوي الأحكام العالية، و32 موقوفًا من مختلف الفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى 1718 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023، وثلاثة أسرى أردنيين هم منير عبد الله مرعي وهشام أحمد كعبي ووليد خالد منصور، إضافة إلى 137 من “عمداء الأسرى” الذين أمضوا أكثر من 20 عامًا متواصلة في الأسر.
وتأتي هذه الصفقة ضمن اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل تم التوصل إليه بوساطة دولية، وتشمل تبادل الأسرى والرهائن وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ووصفت بأنها الأوسع منذ صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، لتشكل نقطة بارزة في المسار الوطني الفلسطيني لاستعادة حرية الأسرى وضمان حقوقهم.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع