تم النشر بتاريخ 10 أكتوبر, 2025
مسارات / متابعات
في حدثٍ لافت أثار جدلاً واسعًا داخل الولايات المتحدة وخارجها، أعلنت لجنة نوبل النرويجية، اليوم الجمعة، فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، متفوقةً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان من أبرز المرشحين لنيل الجائزة هذا العام.
وقالت اللجنة في بيان رسمي إن منح الجائزة لماتشادو جاء تقديرًا لنضالها السلمي من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا، مؤكدةً أن اختيارها يعكس إيمان اللجنة بأن التغيير السلمي هو الطريق الأجدر لتحقيق العدالة والحرية في المجتمعات التي تعاني من الاستبداد.
وجاء القرار بعد منافسة محتدمة، إذ كان اسم الرئيس ترامب حاضرًا بقوة ضمن الترشيحات الدولية، مدعومًا من عدد من النواب الأمريكيين والأوروبيين الذين أشادوا بجهوده في التوسط بعدة ملفات دولية، غير أن اللجنة شددت على أن “جائزة نوبل لا تُمنح بناءً على النفوذ السياسي أو الحملات الإعلامية، بل على الأفعال الملموسة لتحقيق السلام”.
ويُعدّ هذا الحدث أول خسارة دولية رمزية للرئيس ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، إذ كان قد أطلق خلال الأشهر الماضية تصريحات متكررة عبّر فيها عن ثقته بأن “جهوده لإحلال السلام العالمي ستنال التقدير المستحق”.
وفي المقابل، قوبل فوز ماريا كورينا ماتشادو بترحيب واسع من قبل المنظمات الحقوقية والسياسية حول العالم، معتبرين أن الجائزة بمثابة “انتصار للنضال المدني السلمي في أميركا اللاتينية”، ورسالة دعم قوية للشعب الفنزويلي في معركته من أجل الحرية والديمقراطية.
من جانبها، أعربت لجنة نوبل عن أملها في أن يكون فوز ماتشادو “تشجيعًا للزعماء في مختلف أنحاء العالم على اتباع نهج الحوار والتفاهم بدل الصراع”، في إشارة غير مباشرة إلى بعض السياسات الحادة التي يتبعها الرئيس الأمريكي الحالي في ملفات السياسة الخارجية.
ورغم الخسارة، لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض ، بينما قال مقربون من ترامب إنه لا يزال يعتبر نفسه “أهلاً للجائزة وإنه يحترم اللجنة النرويجية”، مشيرين إلى أنه سيواصل مساعيه لإبراز إنجازاته على الساحة الدولية، مؤكدين أنه ملتزم بالاستمرار في جهوده السياسية والدبلوماسية لتعزيز السلام العالمي.
وبذلك، تُغلق لجنة نوبل النرويجية باب التكهنات حول الجائزة الأشهر في العالم، وتمنحها هذا العام لامرأة خاضت نضالًا مدنيًا طويلًا ضد الاستبداد، لتؤكد من جديد أن السلام لا يُصنع بالقوة، بل بالإصرار والعدالة والمبادئ.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع