تم النشر بتاريخ 9 أكتوبر, 2025
مسارات / متابعات
بعد شهور طويلة من الحرب والدمار، أُعلن اليوم عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بعد مفاوضات مكثفة استمرت لأسابيع، بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، وُصفت بأنها الأكثر جدّية منذ اندلاع الحرب الأخيرة في غزة.
وجاء الإعلان على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد أن الطرفين وافقا على المرحلة الأولى من خطة تهدئة شاملة تهدف إلى إنهاء العمليات العسكرية وفتح الطريق أمام عملية سلام أوسع في المنطقة.
يتضمن الاتفاق، وفق ما أعلنته مصادر دبلوماسية، وقفًا فوريًا لإطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية من داخل القطاع إلى خطوط محددة تم التوافق عليها، إلى جانب تبادل للأسرى والمحتجزين بين الجانبين، بحيث يتم الإفراج عن النساء والأطفال الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء.
كما نص الاتفاق على إدخال مساعدات إنسانية عاجلة تشمل المواد الغذائية والطبية والوقود، بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر، تمهيدًا لإطلاق خطة شاملة لإعادة الإعمار.
وفور إعلان الاتفاق، شهدت غزة موجة من الفرح، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع ابتهاجًا بوقف القتال بعد شهور من المعاناة والدمار، في حين شهدت تل أبيب تجمعات مؤيدة للتهدئة ومطالبة بعودة الأسرى إلى ذويهم.
ورحّبت عدة دول بالاتفاق، حيث وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه “خطوة شجاعة نحو إنهاء معاناة المدنيين”، فيما قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن “هذه لحظة تاريخية يجب البناء عليها لفتح صفحة جديدة في الشرق الأوسط”.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تثبيت الهدنة، إذ يواجه الاتفاق تحديات سياسية وأمنية كبيرة، أبرزها آلية انسحاب القوات الإسرائيلية، وضمان التزام الأطراف بالبنود المتفق عليها، إضافة إلى مستقبل إدارة غزة وإعادة إعمارها.
ويُنتظر أن تعقد اللجنة المشتركة، التي تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وقطر ومصر والأمم المتحدة، اجتماعها خلال الساعات القادمة لبحث تفاصيل التنفيذ ومراقبة الالتزام بالاتفاق.
وبين التفاؤل الحذر والأمل بعودة الحياة إلى طبيعتها، يترقب سكان غزة اليوم أول ليلة هادئة منذ شهور طويلة، على أمل أن تكون هذه الهدنة بداية نهاية الحرب التي أنهكت الجميع.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع