سالم ، هل لا زلت تذكرني !؟

تم النشر بتاريخ 9 أكتوبر, 2025

بقلم / جازم غانم سالم

مساء الخير يا سالم ، سأحدثك اليوم كونك المسؤول الأول عن تسليم المنازل المغتصبة و المحتلة من طرف أفراد بالجيش لأهلها ..
حتماً لا زلت تذكرني و تتذكر كل تفاصيل مظلوميتي !
أنا محمد علي مهدي قعشة ، شاب من هذه المدينة وقع رأسه فيها مرتين !
مرة حين أتى للدنيا اول مرة في داخل منزله و من حوله ضحكة والديه و مرة أخرى حين سقط مقتولاً مظلوماً أمام باب منزله نفسه و المحتل اليوم و من حوله بكاء جميع أهله ..

سالم ، منزلي لا يزال محتلاً حتى اللحظة منذ قتلي أمام بابه ظلماً و عدواناً جنوداً يشهد الله من على عرشه أن لك عليهم سلطان ..
و أبي يا سالم ، أبي الذي داهمته الأمراض من بعد مقتلي بأيام حتى أصابه الشلل ، ها هو اليوم قعيد الفراش تتقرح جراحاته و تعلو آهاته ، و كل ذلك بسبب رحيلي ..
آه يا أبي لو كان الأمر بيدي لما رحلت من هذه الدنيا و لبقيت اداوي اوجاعك و خادماً تحت قدميك حتى ألقى الله يا أبي !
سالم ، إذا لقيت أبي أبلغه السلام و قل له أنني اناجيه كل حين ( أنا مع الله يا أبي و قد أخذت نصيبي من الدنيا ، فلا تتعب قلبك لأجلي يا أبي ) ؟!
لكنه لا يسمعني يا سالم و صحته تتدهور كل يوم ، حتى اصابه الإعياء و ينتظر لحظة عودتي من الغربة ، وجعي عليك يا أبي ، لا شئ بيدي لأفعله و أنا تحت التراب ، هل لك أن تقنع أبي أنني قد رحلت يا سالم و لن أعود !؟
ماذا أفعل لقلب أبي يا سالم الذي لا يزال يتذكرني كل لحظة !؟
قهري عليك يا أبي ..
و اليوم يا سالم ..
نعم اليوم ..
تخيل أن أبي و امي و أسرتي جميعهم اليوم مشردون عن منزلهم و يعيشون ببيت مستأجر صغير بجانب بيتنا المحتل الكبير ، صابرون بصمت و خوف منذ مقتلي ظلماً و عدواناً يتجرعون المرارات كلما تذكروني و كلما سمعوا أنين والدي الموجوع لأجلي كل لحظة ..
حتى أنهم !!
حتى أنهم منعوا بالأمس أبنتي الصغيرة ( خوفاً عليها ) أن تخرج حاملة لصورتي أمام مبنى المحافظة كي تذكركم بمظلوميتي !

فهل ستفعلها غداً يا سالم و تعيد منزلي لأهلي ، أما روحي ، فقل لمن نهبوها حتى و إن طالتهم عدالة الدنيا فأنني أنتظرهم هناك عند الديّان الذي لا يموت و قد خاب من حمل ظُلما …

نصرة للحق و لكل مظلوم أرجو مشاركة مظلومية الشهيد محمد مهدي لأجل أسرته المشردة و والده المريض .

كتبتها بالنيابة عن روح الشهيد / محمد علي مهدي قعشة ..
جازم غانم سالم

Left Menu Icon
الرئيسية