لماذا لا يهمهم الشعب؟

تم النشر بتاريخ 4 أكتوبر, 2025

بقلم / وداد الدوح

للأسف، أقولها بمرارة: إن بعد كل هذه السنوات الثقيلة، وكل ما مر به هذا الشعب المنهك، كان لأجل تحسين حياة من هم في السلطة اليوم، ولا يهم إن مات هذا الشعب جوعًا وذلًا.. لا يهم.

هذه المرة سأوجّه كلماتي إلى كل صوت محترم ومسموع ومؤثر، فأقول له: إن من احترامك لنفسك وتقديرك لها، أن تقف اليوم مع صوت قرقرة البطون الجائعة من أبناء وطنك، ولا تتجاهل معاناتهم. ودعك من خلق مبررات لمن هم في السلطة اليوم، وإن كنت ستمدح أحدهم لموقف شجاع، فلا بأس، ولكن تأكد قبلها من قدرتك على انتقاده إذا أساء في موقف آخر. وإياك أن تجعل قاربك ذا شراع باتجاه واحد، لأنك وقتها لن تستطيع أن تبحر إلا في اتجاه مدح السلطة فقط.

وعليك أن ترى ملامح الوجع المرسومة على وجوه أبناء وطنك، وأن تستمع جيدًا إلى أوجاعهم. وإياك، إياك أن تحوّل قلمك إلى ريشة تدغدغ بها من هم في السلطة اليوم، بل اجعل من قلمك مشرطًا يجرح جلدهم حتى يتفصد ذلك الدم الفاسد منهم.

أخيرًا: حين مدح الشاعر الأموي جرير الخليفة عبد الملك بن مروان قال في أحد أبيات قصيدته:
أَلستمْ خَيرَ من رَكِبَ المطايا
وأَندى العالَمينَ بطونَ راحِ

وحينها كان مدحه للخليفة في الفروسية والعطاء والكرم، وكان هذا البيت من أجمل أبيات المدح في الشعر العربي.

ولكننا اليوم نقولها لكم: ألستم أنتم من ركب معاناة الشعب وأوجاعه كالمطايا، وصعدتم بها إلى السلطة والمال والثروة؟ نعم، أنتم كذلك، وكفى. لن نبرر لكم ونحن نرى شعبنا يموت جوعًا وقهرًا وظلمًا.

Left Menu Icon
الرئيسية