تم النشر بتاريخ 3 أكتوبر, 2025
مسارات / متابعات
تشهد مصر والسودان في الأيام الأخيرة فيضانات نهر النيل، أدت إلى غمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمنازل في محافظات المنوفية، البحيرة، القليوبية وأسيوط في مصر، إضافة إلى ارتفاع منسوب النيل الأزرق في السودان، مما تسبب في غمر بعض المناطق السكنية والزراعية هناك.
وأوضح صيادو محافظة المنيا أن منسوب مياه النيل ارتفع نحو متر و40 سم نتيجة الفيضان، مؤكدين أن الأراضي الزراعية لن تتضرر بشكل كبير، فيما لجأ الأهالي في المناطق المنخفضة إلى استخدام المراكب للتنقل وحماية الأطفال من الغمر المائي.
وفي محافظة المنوفية، ناشدت رئاسة مركز ومدينة أشمون جميع المواطنين والمزارعين المقيمين في أراضي طرح النهر بسرعة إخلاء منازلهم وأراضيهم، في حين شدد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على خطورة الموقف بعد فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا أن الحكومة تتابع الوضع لحظة بلحظة وتعمل على حماية السكان والممتلكات.
وفي محافظة أسيوط، يظل الأهالي في حالة ترقب حذر لمستقبل منسوب مياه النيل، وخصوصًا في جزيرة الواسطى، حيث لم يصل الفيضان بعد، لكن ارتفاع المنسوب في القناطر الخيرية بالقليوبية أثار مخاوفهم من تأثير محتمل على الأراضي الزراعية والمنازل. وشددت السلطات المحلية على متابعة الوضع لحظة بلحظة، وتحذير السكان من الاقتراب من مجرى النهر حفاظًا على سلامتهم.
وفي السودان، أعلن الدفاع المدني السوداني إجلاء نحو 500 عائلة من العاصمة الخرطوم بعد ارتفاع منسوب النيل الأزرق وغمر بعض المناطق السكنية والزراعية، ضمن خطط الطوارئ لمواجهة تداعيات الفيضان. وأدت الفيضانات في السودان إلى إعلان حالة الإنذار الأحمر في بعض الولايات، خاصة بعد تجاوز منسوب النيل حاجز الـ17 مترًا، وسط تحذيرات من تأثيرات على البنية التحتية والسكان.
من الناحية السياسية، وجهت مصر عبر وزير خارجيتها بدر عبد العاطي اتهامات لإثيوبيا بالمسؤولية عن الفيضانات “المروعة” في السودان نتيجة الغياب التام للتنسيق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وهو ما اعتبرته مصر انتهاكًا للقانون الدولي. في المقابل، نفت إثيوبيا هذه الاتهامات، وزعم وزير المياه والطاقة الإثيوبي أن سد النهضة ساهم في حماية السودان من أضرار كارثية أكبر كان من الممكن أن تحدث لولا وجوده.
وأكدت وزارة الموارد المائية والري المصرية متابعة التطورات في مصر والسودان، محذرة من أن الفيضانات في السودان قد تؤثر على منسوب المياه داخل الأراضي المصرية، خاصة في المناطق المنخفضة مثل أراضي طرح النهر بالمنوفية والبحيرة. ودعت السلطات المواطنين إلى الالتزام بالتحذيرات الرسمية، وعدم زراعة أي محاصيل جديدة، وعدم التواجد في المناطق المهددة بالغمر، ومتابعة تعليمات فرق الطوارئ والدفاع المدني.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع