أسطول الصمود يقترب من غزة في خطوة رمزية لكسر الحصار وإبراز الأزمة الإنسانية

تم النشر بتاريخ 2 أكتوبر, 2025

مسارات / متابعات

في خطوة غير مسبوقة منذ عام 2007، نجح أسطول الصمود العالمي في الاقتراب من شواطئ قطاع غزة، محققاً اختراقاً رمزياً للحصار البحري المفروض على القطاع، ومسلطاً الضوء على الأزمة الإنسانية العميقة التي يعانيها سكان غزة.

وانطلقت السفن من سواحل إيطاليا في 27 سبتمبر 2025، حاملة أكثر من 500 مشارك من نشطاء حقوقيين وصحفيين وسياسيين من أكثر من 40 دولة، بما في ذلك برلمانيون أوروبيون وأطباء متطوعون، إلى جانب شخصيات بارزة مثل الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ.

وبالرغم من اعتراض البحرية الإسرائيلية واستخدامها مدافع المياه، تمكنت السفن من الاقتراب إلى مسافة 15 كيلومتراً من شاطئ دير البلح، قبل أن تسيطر إسرائيل على الأسطول وتحتجز المشاركين في ميناء أسدود، وفقاً لتصريحات رسمية.

واعتبر المركز الأوروبي للقانون الدولي أن اعتراض السفن في المياه الدولية يشكل انتهاكاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، فيما طالبت منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والعفو الدولية بإنهاء الحصار ورفع القيود عن المساعدات الإنسانية.

وجاءت ردود الفعل الدولية متباينة، إذ أدانت كل من جنوب إفريقيا وقطر وبلجيكا الاعتراض، بينما أعربت الولايات المتحدة عن “دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” لكنها أعربت عن القلق إزاء الوضع الإنساني. من جهتها، قامت كولومبيا بطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية بعد اعتقال مواطنيها، فيما فتحت تركيا تحقيقاً بشأن اعتقال 24 من مواطنيها.

وقال الناشط الكويتي المحتجز خالد مساعد العبدالجادر: “تم اختطافي رغم سلمية الرحلة، وأطالب الحكومة بالكويت بالتحرك الفوري لإطلاق سراحي.”

ويعد هذا الحدث الأكبر منذ أسطول الحرية (مافي مرمرة) عام 2010، لكن أسطول الصمود اعتمد على الحشد السلمي والبعد الإعلامي الرمزي لتقليل احتمالات المواجهة العسكرية، مع تسليط الضوء على معاناة مليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار.

وفي الوقت نفسه، انطلق أسطول تضامني جديد من تركيا لدعم القضية، فيما تواصل وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تسليط الضوء على الحدث، عبر هاشتاغات مثل #أسطول_الصمود، محققة ملايين التفاعلات خلال أيام.

ويشكل وصول أسطول الصمود بهذا القرب من غزة رسالة سياسية وقانونية قوية، تؤكد فعالية الحملات المدنية السلمية في كشف الحقائق والضغط الدولي، وتسلط الضوء على استمرار الأزمة الإنسانية في القطاع.

Left Menu Icon
الرئيسية