تم النشر بتاريخ 1 أكتوبر, 2025
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي.
لن يخطر على بال كثيرين إن القيادة العسكرية والأمنية الفعلية الحالية لقوات مليشيات الإخوان هي نفسها الأسماء التي قام بتعيينها مكتب المرشد العام المصري عام 1979م بعد الإطاحة بالشيخ عبدالمجيد الزنداني وتنصيب ياسين عبدالعزيز كمراقب عام لفرع اليمن ومحمد عبدالله اليدومي رئيس جهاز النظام الخاص(ألإستخبارات العامة) ومساعده أحمد عبده عبدالله القميري ألذي تم تعيينه منتصف 1983م كمسؤول سياسي بدلاً عن عبدالملك منصور المصعبي أمين عام الإخوان الأسبق الذي أطيح به في انقلاب شهير وشغل موقع المسؤول السياسي والمالي إضافة إلى منصبه.
كلف التيار القطبي العسكري المسيطر على قيادة إخوان مصر حينها الدكتور (الطبيب) أحمد الملط بالإشراف على ترتيب أوضاع فرع اليمن القيادية بعد إزاحة الزنداني, وتربط الرجل بياسين عبدالعزيز واليدومي بوجه خاص علاقات ومصالح مالية وتجارية كشف عنها القيادي السابق في الإخوان ثروت الخرباوي في شهادته التاربخية عن تسليم اليدومي شخصياً وأمامه مباشرة حقيبة مملؤة بالذهب للدكتور الملط في عيادته بالقاهرة حملها من اليمن.
ورغم إعلان تأسيس التجمع اليمني للإصلاح- إخوان اليمن كحزب سياسي لاحقاً في سبتمبر 1991م ظلت تركيبته القيادية المسيطرة والمهيمنة فعلياً على قرار وسياسة التنظيم وإلى اليوم نفسها جماعة التكفير القطبية التي أشرف عليها الدكتور أحمد الملط.
بعد اندلاع حرب دماج وعمران 2012م-2014م شكل الإخوان غرفة عمليات عسكرية-أمنية مشتركة مع الفرقة الأولى مدرع خاصة بتقييم الأوضاع الميدانية و الموقف الداخلي منها بمساعدة علي محسن الأحمر مستشار الرئيس.
وبعد سقوط عمران منتصف يوليو 2014م واقتراب سقوط صنعاء بعد أكثر من شهرين وبداية تفكك وحدات القوات الحكومية التي ورطها حزب الإصلاح في ثأرات بيت الأحمر وثأرات قبائل الحزب في الجوف وصعدة وغيرها عين التنظيم قيادة مباشرة لغرفة عمليات عسكرية خاصة رئيسها أحمد عبده القميري(وزير دفاع الجماعة) وإشراف محمد اليدومي وعن تعز حمود سعيد المخلافي وعبده فرحان سالم, والشيخ حسن أبكر عن الجوف, وسلطان العرادة عن محافظة مأرب مهمتها تأسيس جيش الإخوان الخاص باسم المقاومة.
بعد تشكيل مطارح قبائل مأرب في يناير 2015م للدفاع عن مناطقهم من الحوثي تمكن حزب الإصلاح من دمج جماعاته القبلية المسلحة باسم المقاومة ضمن بقايا مسميات الوحدات العسكرية الرسمية السابقة, وكذلك فعل في الجوف, واشترط على الرئيس هادي إدارته لغرفة القيادة والسيطرة تحت إشراف (صوري شكلي لوزارة الدفاع وتوجيه مباشر من وزير دفاع الجماعة المباشرة(أحمد عبده عبدالله القميري) ذراع اليدومي اليمنى وبدعم علي محسن الأحمر المشرف الفعلي على بقايا الوحدات العسكرية الحكومية المنشقة معه.
لم يكن لوزير دفاع الشرعية محمد المقدشي أي سلطة مباشرة على جيش الإخوان ووزير دفاعه الموازي أحمد القميري ألذي كان ينسق ويتلقى التوجيهات من علي محسن ولا يزال يشرف على غرفة عمليات الجماعة من مأرب إلى اليوم.
ويخضع عبده فرحان سالم الدست ورشيد شمسان في تعز لأوامره العسكرية المباشرة, ويمارس سلطته الميدانية على الجميع بتفويض من محمد اليدومي زعيم التيار القطبي التكفيري العسكري في اليمن ألذي لم يتم تغييره أو التخلي عنه من قيادة التنظيم الأم في مصر منذ نصف قرن إلى اليوم, ولا يزال جنون السيطرة والإستبداد وإدمان التسلط يسيطر على الرجل في الهزيع الأخير من العمر.
وعندما نتساءل لماذا أكثروا من قتل الأبرياء المستأمنين والهرج والمرج في تعز, والجواب يتعلق بطبيعة نشأة وتكوين التكفيريين في تنظيم الإخوان ألذين لا يرون حرمة للدماء والأنفس كغيرهم لقيام منهجهم في الإستيلاء على الحكم بأي طريقة وثمن.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع