تم النشر بتاريخ 25 سبتمبر, 2025
احمد صالح الجبلي
وأبدأ بالقسم :
أقسم بالله كلهم كذابين .. كل من خطب اليوم .. احلف لك بكل حرقة وألم ياسبتمبر .. وكل الخطب لا واقع لها ، فلا تصدقي كل ما قيل اليوم عنك من خطابات القادة المستبدين واللصوص كلا من موقعه الذين حكمونا سنوات طويلة ولازالوا .. أولئك الذين يتزينون بأهدافك النبيلة بينما لا نرى لها أثرا في الواقع.
سنوات طويلة من الكذب يا سبتمبرنا العظيم يمارسون القمع باسمك والإجرام باسم الوطن ويغتالون أحلام الأحرار تحت شعارات مزيفة.
أنتِ لست مجرد ذكرى بل روح نضال حية .. لن تطفأها أبواق الزيف ولا سطور المنافقين
………..
كما نؤكد للجميع هنا :
ان النتائج لا ترفض إلا برفض أسبابها .
في خضم ما يمر به اليمن من واقع مأساوي بات من العبث أن نستمر في لوم النتائج دون أن نجرؤ على مواجهة الأسباب.
ولعل أبرز ملامح هذا العبث هو استمرار البعض في التمسك بـالأصنام البالية — رموز وقيادات وشعارات لم تنتج إلا الفشل والخذلان .. لكنها ما زالت تفرض على الواقع وكأنها الخيار الوحيد.
من الطبيعي أن تسوء الأحوال إذا كررنا نفس الخيارات ومن المنطقي أن تصل البلاد إلى حالة الانهيار اكثر واكثر حين يعاد إنتاج نفس الأدوات التي أوصلتها إلى الحافة.
غير الطبيعي هو أن نرفض الاعتراف بأن من تسببوا في الكارثة لا يمكنهم أن يكونوا هم منقذيها.
السؤال الجوهري الذي يطرحه كل يمني يرى الواقع دون تزييف هو:
كيف ترفض النتيجة اليوم وما زلت متمسكا بالأسباب؟
كيف لمن غذى الانقسام وعمق الجراح واستثمر في الجهل والفقر أن يكون مشروع أمل؟
كيف لمن تاجر بالوطن وباع واستبد لسنين أن يقدم مرة أخرى على أنه مخلصه؟
ما يحدث ليس مجرد أزمة سياسية بل أزمة وعي .. فالمجتمع الذي يعيد تدوير الفشل بحاجة إلى مراجعة ذاته قبل أن يلعن القدر.
والنخب التي تعيد تزيين الوجوه القديمة لا تختلف كثيرا عن تلك التي صمتت أمام الخراب.
اليمن اليوم لا يحتاج فقط إلى تغيير الأشخاص بل إلى كسر القوالب .. إلى تحرر حقيقي من العقلية التي تقدس القيادات وتشيطن التفكير المستقل .. يحتاج إلى مشروع وطني جامع لا تفرضه البنادق ولا تفصله الولاءات .. بل تنتجه الإرادة الشعبية الحرة.
لن تتغير النتيجة ما لم نواجه الأسباب ولن نخرج من المأساة ما دمنا نتمسك بصناعها.
دمتم سالمين .. المجد لسبتمبر والشعب المكافح العظيم ، والخزي والعار لكل قاداتكم دون إستثناء .
انا تعبت يا سبتمبر ومثلي الغالبية العظمى من الشعب . كلنا متعبون وكلنا نحبك .
فتشوا بالطرقات وعلى الأرصفه الوجوه المتعبه .. هم سبتمبرنا العظيم ..
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع