تم النشر بتاريخ 20 سبتمبر, 2025
بقلم / لؤي الكمالي
في وقت تشهد فيه اليمن تحديات أمنية وسياسية معقدة، يبرز الفرق الكبير بين القائد الوطني الحقيقي والقائد الذي يركّز على مصالحه الشخصية أو القبلية. مثال حي على ذلك هو العميد حمدي شكري الصبيحي، قائد محور اللواء الثاني عمالقة السابع مشاة، الذي أظهر شجاعة ووضوحاً في قيادته للأمن وحماية المواطنين.
قبل أيام، قاد العميد حمدي حملة أمنية ضد المتقطعين من أبناء قريته، دون اعتبار للانتماءات العائلية أو القبلية. لم يكن يعرفهم كأبناء عمّه أو من صُلب قريته، لكنه واجههم بكل حزم لإنصاف المظلوم وتأمين حياة الناس، حتى لو كان ذلك على حساب علاقاته العائلية أو ما قد يثير غضب بعض الشخصيات المحلية. هذا النهج يعكس قيادة قائمة على المصلحة الوطنية والعدل، لا على الولاءات الضيقة أو استغلال المنصب للمال والسلطة.
في المقابل، كثير من القادة في تعز يميلون إلى التساهل مع أبناء قبائلهم أو مع من يملكون النفوذ السياسي أو العسكري، بينما يضطر المواطن العادي دفع الثمن. في هذه الحالة، يكون دور الأمن محدوداً، ويُترك الناس عرضة للفوضى والاعتداءات، في ظل تبريرات لقبيلة أو ولاء مالي وحزبي، بدل التركيز على حماية الوطن والمواطنين.
الفارق الأساسي يتجلى في شجاعة اتخاذ القرار الصائب، قائد من أجل الوطن لا يهمه حجم قوة أو سلاح الشخص المستهدف، بل يلتزم بالعدالة والقانون، بينما القائد القبلي أو المحسوب على مصالحه الخاصة يتحرك وفق منافع محدودة.
القيادة الحقيقية، كما يظهر في تجربة حمدي شكري، هي قيادة لأجل الدين والإنسان والوطن، بينما القيادة المعيارية أو المصلحية غالباً ما تقود إلى تفاقم الفوضى وإضعاف مؤسسات الدولة.
في اليمن، حيث الفوضى الأمنية والسياسية مستمرة منذ سنوات، يصبح اختيار القادة الوطنيين أمرًا حيويًا لاستعادة الأمن والاستقرار، وتحقيق العدالة للمواطنين دون محاباة أو تمييز. قصة حمدي شكري تقدم نموذجاً يُحتذى به، يمكن أن يكون مرجعاً للمقارنة مع القادة المحليين في تعز الذين لا يزالون يخلطون بين الولاء الشخصي والمصلحة العامة.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع