مجلس القيادة… مناصب أولاً والوطن آخراً

تم النشر بتاريخ 19 سبتمبر, 2025

اللواء الركن : سعيد محمد الحريري

الاجتماع الأخير في الرياض كشف المستور ولم يترك مجالاً للتجميل أو التغطية. مجلس القيادة الرئاسي الذي رُوِّج له كإطار جامع لإنقاذ اليمن، ظهر في حقيقته مجرد ساحة لتقاسم الغنائم بين أعضائه.

الدكتور رشاد العليمي يتمسك بقرارات التعيين وكأنه يوزع إرثاً شخصياً، واللواء عيدروس الزبيدي يقابله بفرض قرارات من طرفه وكأن الجنوب إقطاعية خاصة، فيما يقف الآخرون بين مساوم وصامت يترقب نصيبه.

لا أحد من هؤلاء جعل المواطن محور نقاشه. لم يتحدثوا عن الكهرباء في عدن، ولا عن المرتبات في في المحافظات الجنوبيه ، ولا عن الوضع المعيشي المنهار في حضرموت أو شبوة. أو عدن أو ابين أو المهره كل ما دار بينهم كان صراعاً على الكراسي، وتوزيع المناصب، ومراجعة التعيينات، وكأن الوطن لا يساوي أكثر من كرسي هنا أو توقيع هناك.

لقد “طلعت ريحتهم” كما يقول إخوتنا في لبنان. وظهر أن الشرعية رهينة صراعات شخصية ومصالح ضيقة، وأن المجلس غارق حتى أذنيه في هوشلية لا علاقة لها بمسؤولية دولة أو قيادة وطنية.

اليمنيون اليوم يراقبون هذا المشهد البائس ويدركون جيداً أن هؤلاء ليسوا في معركة استعادة وطن، بل في معركة اقتسام سلطة وهمية، وأن المواطن لم يكن يوماً ضمن جدول أعمالهم.

وإذا استمر الحال على هذا النحو، فإن ما يُسمى “مجلس القيادة” لن يخسر فقط شرعيته السياسية، بل سيخسر أيضاً آخر ذرة احترام عند الشعب، الذي اكتشف أن قادته المتصارعين لا يمثلونه ولا يحملون همومه، بل يمثلون أنفسهم فقط ..

Left Menu Icon
الرئيسية