تم النشر بتاريخ 19 سبتمبر, 2025
باسم فضل الشعبي
من يظن أن الحياة في الخليج العربي مثالية فهو مخطئ. صحيح أن الحكومات توفّر الخدمات العامة بشكل دائم ومستمر، خصوصًا في المدن الكبرى، لكن في المقابل هناك بطالة وحرمان يعاني منه المواطنون والشباب، رغم قلة عدد السكان مقارنة بالثروات الهائلة من النفط والغاز.
المشكلة أن من يسيطر على وسائل العمل والإنتاج ليسوا أبناء البلد، وإنما العمالة الوافدة. ومن يمسك بزمام الاقتصاد ويتحكم بوسائل الإنتاج اليوم، هو من سيرسم السياسات والتوجهات غدًا، وهذا بحد ذاته يشكّل تهديدًا وجوديًا للسكان العرب الأصليين.
حتى الرواتب في القطاعين العام والخاص تبدو ضئيلة جدًا بالنسبة للموظفين، فهي لا تتجاوز كونها أشبه برواتب أسبوعية إذا ما قورنت بموجة الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة، من إيجارات وعقارات ونقل وغيرها. أما المساعدات والمعونات المالية المخصصة للشباب العاطل عن العمل أو للعجزة، فهي طفيفة ولا تفي باحتياجات الناس أمام ارتفاع الأسعار وتزايد الأعباء.
الأمر إذن ليس كما يتصوّره البعض؛ فالسكان الأصليون يعانون من تهميش حقيقي وحرمان متفاقم. وهم بحاجة ماسّة لفتح المجال أمامهم وتشجيعهم على الانخراط في الاقتصاد والاستثمار، ومنحهم الحق في تملّك وسائل العمل والإنتاج، بما يضمن إعادة مقود الاقتصاد إلى مكانه الطبيعي والصحيح، ويشكّل في الوقت نفسه ضمانة وطنية ووجودية لمستقبلهم المهدَّد اليوم.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع