عصابة ما تزال تحكم..!

تم النشر بتاريخ 13 سبتمبر, 2025

باسم فضل الشعبي

لو لاحظتم الذين تولوا مناصب رؤساء هيئة الأراضي في المركز والمحافظات الجنوبية خلال العقدين والنصف وما يزالون، ستعرفون أن هناك عصابة متشبثة بهذه الهيئة تابعة للنظام السابق بشقيه علي عفاش وعلي محسن، وحتى بعد “التحرير” الكاذب للجنوب ما تزال هيئة الأراضي ملكًا من أملاكهم لا يمكن أن يفرطوا فيها.

الجديد أن سالم ثابت العولقي جاء من خارج هذه العصابة، وأراد أن يُحدث تغييرات بعد أن كشف كثيرًا من الجرائم والملفات الخطيرة المتعلقة بالأراضي في عدن ومحافظات جنوبية أخرى. القرار الذي اتخذه بتغيير قيادة هيئة عدن كان قرارًا اتخذه هو كرئيس للهيئة، ولم يستشر فيه الانتقالي أو غيره – كما يبدو – أراد أن يصحح، إلا أن الجماعة أو العصابة الموزعة في كل مكان فزعت وانتفضت وحركت أدواتها لدفع سالم للتراجع عن القرار أو إقالته من منصبه، لأن نجاح القرار يعني قرارات تصحيح أخرى في لحج وأبين وغيرها.

سالم طلع ذكيًا فسارع بتقديم الاستقالة، لكن رئيس الوزراء رفضها. لم تكن العصابة تتوقع الاستقالة، لأنه لم يحدث لمسؤول يمني أن فعل ذلك من قبل لاسيما خلال الفترة الأخيرة . ولأن الجماعة أرادت التخلص من سالم بأي طريقة خوفًا من عودته بضغط شعبي أو غيره، استغلوا طيبة الرجل الطيب عيدروس الزبيدي ليصدر قرارًا بتعيين رئيس جديد للهيئة، مهما كان كويسًا أو سيئًا، لكن في المجمل ما حدث لا يخدم الجنوب ولا الانتقالي، وإنما يخدم العصابة التي ما تزال تلعب بقسم كبير من الجنوبيين حتى اليوم وتستغل جهلهم وطمعهم في المال والمناصب – للأسف.

القرارات لم تصمد حتى يوم واحد، فقد تم تبريرها والتراجع عنها والعودة لبيت الطاعة من جديد. هذا حينما لا يكون هناك مشروع وإيمان بقضية وطنية، يحدث مثل هذا التخبط والتيه، ويتسبب ذلك بإحباط للناس والجماهير، لكنه في المقابل يخصم من رصيد المتاجرين بآلام ومعاناة الناس إن عاد باقي لهم رصيد.

والله لو أنهم أعلنوا أن لهم علاقة بجماعة “الهضبة” أو طرف فيها بكل وضوح، وعملوا على خدمة شعبهم وبلادهم وحلوا مشاكل الناس، سنقول: معليش، كلهم أبناء بلد واحد واليمن يتسع للجميع. لكنهم منكرون لذلك تمامًا، بينما الأفعال تدل على أن هناك تحالفًا شيطانيًا بينهم لتدمير الجنوب والانتقام من شعبه، وتدمير اليمن عمومًا أيضًا. لكن كما يُقال: “كلم لك هفل، وكركر لك جمل”.

Left Menu Icon
الرئيسية