تم النشر بتاريخ 12 سبتمبر, 2025
نجيب الكمالي
اليمن ليست فقيرة كما يُروّج البعض، بل هي بلد غني بموارده الطبيعية والبشرية وخيراته العديدة. المشكلة الحقيقية لم تكن يومًا في قلة المال أو الموارد، بل في غياب القيادة الوطنية والإرادة الصادقة والضمير الذي يحمي الثروة ويوجهها نحو بناء الدولة وخدمة المواطن. مئات الملايين من الدولارات دخلت البنك المركزي خلال شهر واحد فقط من عائدات الاستيراد، بعيدًا عن النفط والغاز، مما يؤكد أن الإمكانيات موجودة وأن الحل ليس ماليًا بل إداريًا. تخيلوا لو استعيدت جميع موارد الدولة من نفط وغاز وموانئ واتصالات وضرائب وجمارك وزكاة، سيختفي الفقر، ويعود الريال اليمني إلى قيمته الطبيعية، وسيعيش المواطن بكرامة ورفاه، وسينمو الاقتصاد بشكل مستدام.
لقد كانت سنوات من الفساد وسوء الإدارة سببًا رئيسيًا في استنزاف الثروات وحرمان الشعب من حقوقه الأساسية. كل الموارد التي دخلت الدولة تم نهبها أو صرفها بلا جدوى على حساب المواطن، بينما أصبحت معيشة الناس صعبة جدًا، والنمو الاقتصادي متوقفًا. الفساد ليس مجرد قضية مالية، بل هو قضية وطنية وأخلاقية تمس مستقبل اليمن كله، وتوقف أي فرصة للنهوض والاستقرار.
التيار الوطني للتصحيح والبناء يؤكد أن معركتنا ليست مع المال أو الموارد، بل مع الفساد وسوء الإدارة، ومع كل من يسعى لتضييق فرص اليمنيين في حياة كريمة ومستقبل آمن. التيار الوطني سيقف دائمًا مع الشعب، وسيركز كل جهوده على مكافحة الفساد، واستعادة الثروات، وضمان أن تكون هذه الموارد لخدمة المواطن وبناء الدولة القوية والعادلة. سنعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، ونضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح الضيقة.
نعاهد شعبنا أن نظل صوت الحق، وأن نكون الحصن الذي يحمي كرامته ومستقبله. اليمن قادر على النهوض متى ما تحرر من الفساد والنهب، ومتى ما حملت القيادة هم الوطن والشعب لا المصالح الشخصية والفئوية. إننا نؤمن بأن اليمن الحر العزيز قادر على استعادة مكانته، وأن الشعب اليمني يستحق العيش بكرامة ورفاه، والنصر له في نهاية المطاف.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع