عشال.. والشرعية المفقودة!!

تم النشر بتاريخ 11 سبتمبر, 2025

اياد الشعيبي

تصريحات عضو حزب الإصلاح في البرلمان المنتهية ولايته، علي عشال حول قرارات عضو مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزبيدي، تفتقر إلى إدراك حقيقة الواقع السياسي والعسكري الجديد في اليمن. فالزبيدي ليس شخصية خارجة عن إطار الدولة حتى يُتهم بالانقلاب عليها، بل هو نائب رئيس مؤسسة الرئاسة، أي جزء من أعلى سلطة تنفيذية قائمة اليوم والمعترف بها دولياً.

الحديث عن “انتهاك الدستور والشرعية”، فالدستور لم يعد مصدرا للتشريع السياسي منذ انقلاب الحوثيين في 2014، كما أن هذا الحديث يتجاهل أن الحكومة اليمنية نفسها تتواجد وتعمل من أرض الجنوب، حيث المجلس الانتقالي هو القوة المهيمنة والضامنة لأمن تلك المؤسسات. كما أن المجلس الانتقالي يملك ستة وزراء في الحكومة، ما يجعله شريكاً أساسياً في الشرعية، لا طرفاً منقلباً عليها.

المجلس الانتقالي بقيادة الزبيدي يمثل اليوم أكبر كيان سياسي في الجنوب وأقوى قوة عسكرية منظمة في اليمن، وهذه حقائق لا يمكن القفز عليها بخطابات تستند إلى برلمان مجمّد منذ 2009، فاقد للشرعية الشعبية والعملية. فالمؤسسات التي يتحدث عنها عشال قائمة بفضل توازن القوى الجديد الذي أرساه اتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة، وهما اتفاقان رعتهما دول الإقليم بمشاركة مباشرة من الزبيدي نفسه.

أما عن المرجعية الفعلية اليوم، فهي ليست في برلمان غائب ولا في نصوص معطلة، بل في مجلس القيادة الرئاسي وخصوصاً أعضائه الجنوبيين، الذين يستندون إلى التفويض الشعبي من الشارع الجنوبي، ويعبرون عن القوة الواقعية التي تحمي الدولة على الأرض. الشعب الجنوبي بمساندة قياداته المنتخبة والفاعلة هو الذي يمنح الشرعية الحقيقية ويصون مؤسساتها، لا بيانات منفى ولا مؤسسات مشلولة.

إنّ أي محاولة لتصوير قرارات الزبيدي كـ”انقلاب” هي تجاهل للواقع؛ فالشرعية لم تعد نصا دستوريا مجردا يمكن أن يفرض من خارج الجغرافيا أو من عواصم الدول، بل منظومة يقودها من يملك القدرة على فرض الأمن وتسيير المؤسسات وحماية الأرض. وهذه المنظومة اليوم يمثلها في الجنوب الانتقالي بقيادة الزبيدي والقيادات الجنوبية الأخرى ومعهم شعب الجنوب نفسه.

لذا مجددا، قرارات الزبيدي تعزيز لمؤسسات الدولة وإخراجها من حالة المراوحة واستعادة زمام القرار داخلها.

أين تكمن الخطورة: في أن يتحول خطاب عشال إلى أيدلوجيا “إخوانية” لتعويم الفوضى، والتحريض على خلق صدام أمني أو عسكري لا سمح الله. وما “خيبر” عنا ببعيد.!!

Left Menu Icon
الرئيسية