ميسي.. الوداع الأخير في أرض الأرجنتين

تم النشر بتاريخ 5 سبتمبر, 2025

لؤي الكمالي

فجر الجمعة، الخامس من سبتمبر 2025، لم يكن مجرد موعد كروي عادي، بل محطة تاريخية سيقف عندها العالم أجمع، وهو يودّع الأسطورة ليونيل ميسي على أرض الأرجنتين، حيث بدأت الحكاية، وحيث تُطوى آخر صفحاتها.

منذ ظهوره الأول بقميص برشلونة، وصولًا إلى تتويجه بكأس العالم 2022 في قطر، أعاد ميسي تعريف كرة القدم. لم يكن مجرد لاعب، بل معجزة كروية أعادت شغفنا باللعبة، وصنعت مجدًا سيبقى خالدًا في ذاكرة الملاعب.

سجل هدفين في وداعه الأخير، لكن الفرح لم يكن كما عهدناه. وقفت الجماهير في استاد مونومينتال تصفق وتلوّح بالأعلام، وعيونهم تلمع بالدموع، وقلوبنا وقلوبهم تخفق بين الحزن والفخر. تصفيقنا اختلط بالحسرة، وصرخاتنا حملت وجع الفقد، فكل هدف ذكرنا بعظمة أسطورة تغادرنا. أيقن الجميع أنهم لا يملكون دموعهم وقت الرحيل.

أرقامه تتحدث عنه، ومهاراته لا يختلف عليها اثنان، أما تأثيره فقد تجاوز حدود المستطيل الأخضر، ليصبح رمزًا للأمل والإصرار والإبداع. وفي زمنٍ طغت فيه الأرقام والأموال، ظل ميسي الدليل الحي على أن الموهبة الخالصة قادرة على أن تهزم المستحيل.

اليوم، ونحن نودّع رحلته الأخيرة، ندرك أننا جيل محظوظ عاصر أعظم من لمس كرة القدم، ورأى التاريخ في أبهى صوره، ثم شهد لحظة ختامه.

قد يختلف عشاق اللعبة في تقييمات الأفضلية بين نجومها، لكن الحقيقة التي لا ينكرها أحد أن اسم ليونيل أندريس ميسي سيبقى محفورًا في وجدان كرة القدم إلى أن ينتهي زمنها.

فلتبكِ الملاعب، ولتصفق الجماهير، فهذا وداع يليق بملك المستديرة.

Left Menu Icon
الرئيسية