مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع
تم النشر بتاريخ 29 أغسطس, 2025
باسم فضل الشعبي
قمنا في المبادرة الشعبية للرقابة على الأسعار والخدمات والتعليم، التي أطلقها التيار الوطني للتصحيح والبناء السبت قبل الماضي، بجولات رقابية في عدد من المحافظات على المحال التجارية والمطاعم وأسواق الخضروات والمدارس الخاصة وغيرها، وكنا على تواصل مستمر مع الجهات الرقابية الرسمية والقضائية. واستنتجنا أن الرقابة الرسمية ما تزال ضعيفة، وتتعامل ببطء شديد وبشكل غير منظم. ففي كثير من المحافظات لا يوجد تنسيق بين السلطات المحلية والرسمية والسلطة القضائية المتمثلة بالنيابة، وأيضًا السلطات الأمنية.
وبالتالي فإن جهود الرقابة الشعبية إذا لم تكن مكملة لجهود إيجابية للسلطات الرسمية والقضائية فلن يكون لها تأثير، وسيتحول الأمر إلى فوضى، وستجد الرقابة الشعبية نفسها تراقب دور السلطات الرسمية بدلًا من التكامل معها من أجل العمل المشترك وهو الرقابة على الأسعار والأسواق.
الشيء الآخر، فإن تخفيض التجار الكبار أو المجموعات التجارية لأسعار الجملة، وإن كان قد حدث بسبب الضغط الشعبي والرسمي، إلا أن هذه التخفيضات لم يلمسها المواطن في الأسواق الداخلية للمدن والمناطق المختلفة في البلاد. ذلك لأن التجار الصغار وأصحاب المطاعم والصيدليات وغيرها ما زالوا لم يلتزموا بالتخفيضات عند مستوى صرف العملة الجديد، نتيجة حجج واهية وجشع غير مسبوق وضعف الرقابة الرسمية وتساهلها.
ولذلك تشهد الأسواق تلاعبًا بالأسعار نتيجة عدم وجود ضمير حي ووطني عند التجار وأصحاب المطاعم والمنشآت التجارية الخاصة وغيرهم، وأيضًا بسبب أن الكثير من التجار والباعة على ارتباط بأجهزة وقوى سياسية ليست مع التصحيح والإصلاحات. وبالتالي فإن هؤلاء لن يستسلموا وسوف يقاومون العملية بشدة، إلا في حال استخدمت السلطات الرسمية والحكومة “الصميل والعين الحمراء” معهم. فمن ساءت أخلاقه ولم يردعه دينه، لا تصلحه إلا العصا أو الصميل. أما التساهل معهم والقول بأن المسألة تحتاج صبرًا ووقتًا، فهذا كلام غير منطقي، لأن الوقت هو لصالحهم وليس لصالح أهل الحق والخير والتصحيح.
الشيء الآخر، فإنهم لم يلتزموا بالتسعيرات الرسمية المعلّقة على جدران محلاتهم، ولم يلتزموا أيضًا بتسعيرات تجار الجملة، فكل واحد يسعّر من رأسه، وهذا أمر خطير، يعتبر تمردًا على النظام و القانون وعلى الحكومة، وإفشالًا متعمدًا لعملية وإجراءات التصحيح والإصلاحات، وقد يقود إلى فوضى وصدامات في أكثر من مكان.
