غياب المرتبات تهديد للجبهة الوطنية

تم النشر بتاريخ 29 أغسطس, 2025

العلفي امذيب

__إلى دولة رئيس الوزراء
إلى معالي محافظ البنك المركزي
__إلى قيادة المجلس الرئاسي
إلى كل من يهمه الوطن…
تمر البلاد بمرحلة مصيرية وحساسة تتطلب أعلى درجات الحكمة والمسؤولية، خصوصًا في ظل استمرار الحرب، والانقسام السياسي، والتدهور الاقتصادي، وفي خضم كل ذلك، يبقى الجيش والأمن هما صمام الأمان الأول، وخط الدفاع الأخير عن الوطن، ولكن واقعهم اليوم لا يعكس هذه الحقيقة.
لقد أصبح منتسبو المؤسستين العسكرية والأمنية يعيشون ظروفًا قاسية، أقرب ما تكون إلى الحضيض، في ظل غياب المرتبات لعدة أشهر متتالية، بل إن بعضهم لم يتسلم راتبًا منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر.
هؤلاء الأبطال الذين يحمون الوطن في ميادين الشرف، يقاتلون بروح وطنية عالية رغم شحة الإمكانات، باتوا اليوم مهددين بفقدان القدرة على الصمود، لا في المواجهات فقط بل حتى في تأمين لقمة العيش لأسرهم.
هذا الغياب شبه التام للرواتب لا يهدد فقط الأمن والاستقرار، بل يفتح ثغرات خطيرة في الجبهة الوطنية، وقد يدفع البعض مرغمين لا مختارين إلى ترك مواقعهم، الأمر الذي قد يغير موازين القوى في خطوط المواجهة، ويفقد البلد أمنها واستقرارها .
نعلم أن الحكومة قد خطت خطوات إيجابية في ملف الإصلاحات الاقتصادية، ونثمّن الجهود المبذولة في سبيل ضبط الموارد وتعزيز الشفافية، ولكن لا يمكن للإصلاحات أن تنجح إذا كانت على حساب من يقاتل من أجل بقاء الدولة ذاتها، ولا يمكن للاقتصاد أن يتعافى بينما حماة الوطن في وضع مأساوي.
إن استمرار تأخر صرف المرتبات له انعكاسات كارثية ليس فقط على المؤسسة العسكرية والأمنية، بل على الحالة الاجتماعية والمعنوية للشعب ككل، فالموظف المدني يعاني، والجندي على الجبهة يعاني، والمواطن البسيط يدفع الثمن في كل لحظة.
ختامًا، إننا نناشد القيادة السياسية والحكومة ومحافظ البنك المركزي، كلٌ من موقعه، بأن تتحرك المسؤولية الوطنية والضمير الإنساني قبل فوات الأوان. صرف المرتبات ليس مكرمة ولا احسان ، بل هو استحقاق قانوني وإنساني وأمني، والتأخير فيه يُعد اختلالًا خطيرًا لا يمكن تبريره.
لا نريد أن نُفاجأ بانهيار في الجبهات أو بانفجار في الداخل، نريد فقط أن نرى دولة تُنصف أبناءها وتحفظ جيشها وأمنها، وتحترم شعبها.
حفظ الله الوطن وأهله،
وحفظ الله رجال الجيش والأمن في كل مواقع الشرف.

Left Menu Icon
الرئيسية