تم النشر بتاريخ 25 أغسطس, 2025
باسم فضل الشعبي
جميعنا اليوم، كنخبٍ وشعب، علينا أن نراجع علاقتنا مع الله.. لماذا الله غاضب علينا؟ نخرج من أزمة وكارثة وندخل في أخرى، ونحن بلد الإيمان والحكمة؟
لا شك أنّ هناك خللًا في إيماننا بالله، أو أننا نحارب الله من خلال محاربة عباده المؤمنين الصالحين الصابرين.
إن محاربة الناس المؤمنين الصادقين أمرٌ جلل وخطبٌ كبير، فالله يقول في الحديث القدسي: “من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب”.
أي أن الإنسان التقي المؤمن الصادق المحب للخير هو ولي عند الله، والله يغضب لغضبه وينتقم له ممن آذاه، ويحارب من يحاربه، ويرضى عمّن يرضى عنه ويسعى إلى رضاه.
وكذلك الحال مع الأنبياء والرسل على مرّ التاريخ؛ فقد حارب الله من حاربهم وانتقم لهم، واهتم الله ورضي عمّن اهتم بهم وسعى لرضاهم ولنصرتهم.
احذر دائمًا من الحسد، فإنه أساس البلاء والشرور، فمن عنده تبدأ كل الحروب والمصائب والكوارث، فهو نزغة من نزغات الشيطان، كما قال النبي يوسف عليه السلام في سياق حديثه عن إخوته بعد خروجه من السجن.
لم نكد ننتهي من أزمة العملة والاقتصاد والحرب، إلا وجاءت كارثة السيول المدمّرة. ويشهد الله على ما أقول: إن ما يعانيه اليمن منذ سنوات من حروب وفقر وكوارث وعدم استقرار، هو انتقام من الله، هو بلاء وليس ابتلاء، والسبب واضح. لذا علينا أن نراجع علاقتنا مع الله، ومع عباد الله الصالحين الذين يريدون لنا السعادة والخير، ونحن نواجههم بالحرب والتهم والأعمال الشيطانية والأذى طمعًا في الدنيا وملذاتها، وما عند الله خير وأبقى.
فكيف إذن سيرضى الله عنّا؟ ومن أين سيأتي الخير والسلام، وأنتم في حرب تجاوزت كل الحدود مع الله وعباده المؤمنين الصابرين؟ وقد حذّرنا الله من ذلك فعصيناه، وأنكرنا وكفرنا بما جاء به من بيّنات ومعجزات..!
نسأل الله لكم الرشد والهداية، أو يخلّصنا منكم ومن شروركم وأذاكم للنهاية، إنه على ذلك لقدير.. والله المستعان.
قال تعالى:
“فإما يأتينّكم مني هدىً فمن اتّبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا”.
“وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم”.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع