تم النشر بتاريخ 18 أغسطس, 2025
ماجد الداعري
طالما استمر عمل اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات في دورها الأساسي الهام لضبط إيقاع السوق المصرفية وإنهاء المضاربة والتلاعب وتجريف العملة الصعبة من السوق المحلية، وبقي الشعب والمؤسسات والخزانة الأمريكية والمجتمع الدولي إلى جانبها.. فثقوا قطعًا بأن الأمور تسير إلى الأفضل بكل ثبات وقوة ومرونة، وأن الأسعار إلى تحسن مستمر، والحياة عموما إلى الأفضل..
ومادام أن اللجنة قد نجحت في استقبال وتغطية كل هذه الطلبات من اعتمادات الاستيراد بالدولار بالصرف الجديد خلال هذه الفترة القصيرة من عمر الإصلاحات الاقتصادية، فإننا بذلك نكون قد تجاوزنا أصعب وأخطر المراحل المتعلقة بإعادة فرض استقرار وتحسن صرف قيمة العملة المحلية وتثبيت الإصلاحات على أرض الواقع.
وتيقنوا أن ما دون ذلك من أحاديث وتحليلات ومخاوف وشكوك من قبل بعض الحالات الغريبة، فإنها تبقى جوفاء عقيمة المنطق الاقتصادي ومضروبة الحجة في كل سردياتها الوهمية، كونها تهدف في الأول والأخير ودون جدوى، إلى محاولة إعادة فرض التلاعب وإنتاج المستحيل، وفق رغبة من يرون في نجاح الإصلاحات خطرًا داهما على مصالحهم الشخصية الأنانية، مهما حاولوا التدثر برداء الواعظين أحيانًا، أو المتخوفين زاهدين من أجل الوطن وشعبه أحيانًا أخرى.
والخلاصة الأهم أن الإصلاحات الاقتصادية فرضت على الجميع وتمضي اليوم في طريقها غصبًا عن كل متضرر وموجوع منها، ومهما كان منصبه وموقعه وسلطته، وأولهم أعضاء بمجلس القيادة الرئاسي أنفسهم المعترضين والمتنعنين على فقدان مصالح مهولة من الأموال كانت تورد إلى خزائنهم على حساب مجاعة ومعاناة شعبهم.
والسبب أنهم مهددون اليوم بعقوبات دولية ويعيشون تحت الرقابة والمجهر الدولي..
وبالتالي فهيهات لهم أن يفكروا مجرد تفكير بعد اليوم بالعودة إلى العبث وإعاقة سير الإصلاحات الاقتصادية والتفكير بمصالحهم وحاشياتهم على حساب بقية شعبهم، وذلك خشية العصا الدولية والعقوبات الأمريكية الأقرب إليهم من سواهم من هوامير الصرف ومافيات العملة وتهريب وغسل وتبييض الأموال.. والسلام خير ختام.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع