مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع
تم النشر بتاريخ 23 يوليو, 2025
باسم فضل الشعبي
تبدو المهرة جميلة إلى درجة انك لا تصدق بكونك في محافظة تابعة لليمن ، أو أنك في إحدى محافظات الشرعية التعيسة.
رغم وجود البحر، إذ تقع المحافظة على شريط طويل لسواحل البحر العربي ، الا أنها محافظة تمتاز بأجواء باردة منعشة، لاسيما عاصمة المحافظة الغيضة الجميلة والفريدة في جوها وترتيبها ونظافتها ،.
لا سلطة في المهرة الا للدولة ، المحافظ محمد علي ياسر ، هو الرجل الأول هنا ، فرغم كل التحديات إلا أن سلطته أعلى من سلطات الأحزاب والمجالس وغيرها.
سكان من كل ربوع اليمن في العاصمة الغيضة ، يمارسون حياتهم بشكل رائع وهدوء جميل ، في التجارة والأعمال الحكومية وغيرها ، فلا صوت هنا يعلو على صوت التعايش والمحبة والسلام.
كنت في الصباح الباكر في السادسة تقريبا على ساحل محيفيف على البحر العربي ، ثم في الثامنة انطلقنا صوب محمية حوف وصرفيت إلى الشرق في الطريق الدولي الرابط مع سلطنة عمان، كانت في البداية مجرد رحلة للاستمتاع بالأجواء الباردة في خريف حوف، كما أشار الي بذلك عدد من الأصدقاء ، أبرزهم الدكتور اديب الشاطري، الذي هبط نحوي بعد صلاة الفجر في الفندق وسط المدينة ، مقدما وصفا دقيقا من واقع تجربته في المهرة التي تمتد لسنوات.
لقد تحولت الرحلة فيما بعد إلى رحلة اكتشاف الجنة الضائعة أو المفقودة في شرق اليمن الجميل والمبهر والغني، لم تكن الأجواء التي عشناها في حوف وصرفيت تزورنا الا في الاحلام ، مطر منهمر باستمرار ، رذاذ بارد من البحر والسماء، يشرح الصدر ، ويفتح النفس وينعش الحواس ، ساعات عشناها في جنة عظيمة ، تفتقد لأبسط مقومات التجهيزات الحكومية لاستقبال الزوار.
الجمال ترعى بهدوء وانسياب ، الآبقار من كل نوع ، حتى يخال اليك انك في إحدى ارياف سويسرا الخضراء، أو في مروج هولندا الرائعة ، ثروة حيوانية وسط الخمائل الخضراء ترعى ثم تفد إلى الماء الجاري لترتوي، ومن بين الثنايا تسمع اصوت الرعاة يصفرون ويهشون القطعان.
يالها من صورة رائعة، وجمال رباني تدل على عظمة الخالق في ابداع الطبيعة ، وذلك حينما يجعل البحر الدافق والجنة الخضراء يتجاوران، أو فلنقل يتعانقان بشوق منقطع النظير.
قلت ما هو مهم في التسجيل الصوتي من جبال صرفيت هذا الصباح ، ولم يتبقى الا ان اقول أن المهرة هي الجنة المفقودة التي أعدنا اكتشافها اليوم ، وسوف نواصل في حلقات مسجلة ومكتوبة الحديث والكتابة عنها ، كلما سنحت لنا الفرصة، وتوفر الوقت، وكما قال صديقي الشيخ ابو الخطاب الوازعي : هنا سيتدفق الإلهام يابو فضل.
