تم النشر بتاريخ 9 يوليو, 2025
بقلم لؤي الكمالي
منذ أيام، يعيش سكان مدينة تعز أزمة خانقة بسبب انعدام المياه الصالحة للشرب، بعد مدة طويلة من المعاناة في تأمين حتى المياه المالحة، التي أصبحت عبئًا يوميًا يثقل كاهل المواطن، سواء من حيث الجهد أو التكاليف.
أبسط مقومات الحياة باتت معدومة في هذه المدينة المنهكة. مشهد الرجال والنساء والأطفال وهم يجوبون الشوارع ليلًا ونهارًا، يحملون الدِّبب، ويبحثون عن “ماء كوثر” من حارة إلى أخرى، ومن بقالة إلى محطة، أصبح مشهدًا يوميًا مألوفًا، لكنه يُدمي القلب.
ومع تزايد حدة الأزمة، أصبح الحصول على الماء مرهونًا بالوقوف في طوابير طويلة، أو بدفع مبالغ باهظة تفوق قدرة أغلب الأسر، في ظل الغلاء وانقطاع الرواتب.
كل ذلك يجري دون وجود حلول حقيقية، أو تسعيرة رسمية واضحة، أو رقابة فعالة على السوق حتى الآن.
فحتى هذه اللحظة، لم يصدر أي توضيح رسمي بشأن الأزمة، باستثناء بيان من إدارة أمن تعز، لضبط الأسعار ومراقبة محطات التحلية.
لكن، هل هذا يكفي؟
بيان الضبط الأمني لا يملأ “دبّة” مواطن يسير خمسة كيلومترات بحثًا عن الماء.
أين دور مؤسسة المياه والسلطة المحلية؟
أين مشاريع التحلية الطارئة وخرائط آبار الطوارئ الحكومية؟
لماذا لا يُصارح المواطن بحقيقة الوضع؟ وما هي الخطط البديلة؟
إلى متى سيظل سكان تعز يطاردون دبة ماء في الأحياء؟
لماذا تُرك الناس يواجهون العطش وحدهم؟
هل يُعقل أن تكون مدينة كبيرة مثل تعز غير قادرة على توفير أبسط حقوق الإنسان؟
وهل بات الحصول على الماء حلمًا يتجدد كل يوم ولا يتحقق؟
متى سيدرك المسؤولون أن الماء الذي ينتظره أبناء تعز، أثقل من جبل صبر؟
من نقص الخدمات إلى أسئلة وجودية…
هذه الأسئلة وغيرها يطرحها الشارع التعزي يومًا بعد يوم، في ظل غياب الصوت الرسمي، وتأخر الاستجابة، واستمرار الأزمة بلا أفق واضح للحل.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع