شهادة طالب: ما ينجزه عميد كلية الهندسة بجامعة تعز يستحق أن يُروى

تم النشر بتاريخ 10 مايو, 2025

بقلم: لؤي الكمالي، مدير مكتب مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام، بمحافظة تعز.

في وقتٍ تتراجع فيه الخدمات الجامعية في معظم مؤسسات التعليم العالي، وبينما يغيب الأمل أحيانًا من قدرة المسؤولين على إحداث فرق حقيقي، أكون كطالب في كلية السعيد للهندسة شاهدًا على تجربة تستحق أن تُروى، عنوانها: العمل الصامت والإنجاز الفعلي، بطلها الدكتور أمين سيف أحمد، عميد الكلية.

منذ تسلمه مهام العمادة منذ حوالي ثلاث سنوات، نلمس – نحن الطلاب – تغييرات واضحة لم تكن مجرد تحسينات سطحية، بل نقلة نوعية في بيئة التعليم والخدمات والبنية التحتية وحتى الجانب الأكاديمي.
الواقع تغيّر فعليًا لم تعد القاعات كما كانت، فقد تم ترميم عدد كبير منها، وتأثيثها وتجهيزها بـ شاشات عرض حديثة. المعامل الحاسوبية التي كنا نشتكي من ضعفها ومن اصداراتها القديمة، باتت اليوم محدثة ومجهزة ببرمجيات متقدمة. مبنى المدني، الذي غابت عنه الكهرباء لسنوات، عاد إلى الحياة بجهود عملية تم فيها إيصال التيار الكهربائي أخيرًا.
ولم يتوقف الأمر عند الجوانب التعليمية، بل شمل إعادة تشغيل دورات المياه في الكلية وضمان وجود الماء بشكل دائم – وهو أمر قد يبدو بسيطًا لكنه كان من أكبر معاناة الطلبة.
أصبحت بيئة الكلية أكثر نظافة وتنظيمًا، خصوصًا بعد حملات التشجير التي أضفت طابعًا جماليًا وإنسانيًا على المكان. والأهم مؤخرًا، افتتاح عيادة إسعاف أولي داخل حرم الكلية، لتقديم الرعاية الصحية العاجلة عند الحاجة، وهي خطوة كنا ننتظرها منذ سنوات.

الدكتور أمين لم يُهمل جوهر الكلية، بل قام بمراجعة البرامج الأكاديمية وتحديثها، وإدخال تخصصات ومقررات جديدة تتماشى مع التطور العالمي وسوق العمل، خصوصًا في مجالات كالأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.

ما يلفت الانتباه هو أن كل ما تحقق تم بعيدًا عن الإعلام، وعدسات الكاميرات، ودون ضجيج أو استعراض. خطوات محسوبة، وإدارة تتحدث أفعالها. نحن كطلاب، لا نحتاج وعودًا ولا كاميرات، بل نحتاج إدارة صادقة، وهذا ما نراه في قيادة الدكتور أمين سيف.

ها أنا اليوم أهديه كتاب “التصحيح والبناء في ظلال الدعوة والفكر والعمل”، للكاتب الصحفي الأستاذ باسم فضل الشعبي، كعربون شكر وتقدير لجهوده المستمرة في تحسين الكلية وتطويرها. كان هذا الكتاب بمثابة تعبير صادق عن امتناني لما قدمه من إنجازات، وأتمنى أن يكون له نفس الأثر في مسيرته كما كان له تأثير في حياتي الشخصية.

أخيرًا…

هذه شهادة طالب، لا هدف منها إلا نقل صورة من الواقع. نعرف تمامًا أن الطريق ما زال طويلًا، وأن هناك تحديات كثيرة، لكننا أصبحنا على يقين أن الكلية تسير في الاتجاه الصحيح، وأن هناك من يعمل لأجلنا بصمت وإخلاص.

Left Menu Icon
الرئيسية