امل ان يكون العيد استراحة ومحطة مراجعة حقيقية لما حدث ويحدث لما جرى ويجري في البلاد شمالها وجنوبها بدون تعصب وبدون رومانسية بل واقعية وموضوعية….اليمن بلدنا اولا واخيرا وعلينا ان لاننتظر حلولا من احد …حل مشاكل البلد بايدي اليمنيين والخارج عامل مساعد فقط….هناك تحديات معقدة وصعبة وخطيرة تواجه مشروع التغيير في اليمن ..لاندري لماذا التغيير في هذا البلد ممنوع رغم انه ممكن…لاندري لماذا يحارب دعاة التغيير بكل هذا السفه والبشاعة وتشن عليهم الحملات الظالمة …ويراد لهم ان يظلوا بعيدين عن مواقع التأثير…بينما تسوق القطعان والعصابات البلاد الي المجهول….توقفوا قليلا وقيموا ما حدث منذ 2015 وحتي اليوم ..ماذا حدث ويحدث في المناطق المحررة …وفي غيرها غير المحررة….والي اين تسير البلاد….كفاية كذب وخداع وخطابات معسولة …شعبنا يعاني التشرد والنزوح والفقر والمرض…والاوضاع الاقتصادية اصبحت صعبة ومعقدة ولاتوجد معالجات حقيقية ومنطقية …كله كلام في كلام…اتركوا الشعارات والاجندة المدمرة…اتركوا العصبية السياسية والايدلوجبة والمناطقية…..ناقشوا ما قدمه التحالف ..وماذا يريد ..من يعوق تطبيع الاوضاع في عدن والمناطق المحررة ومن يعيق التحرير الكامل للبلاد….يفترض تخرج هذه الاصوات للعلن …لم تعد المؤاربه تجدي….ولا الانتظار للسراب يمكن ان يحل المشكلة….كانت هناك ازمة واحدة وهي ازمة ومشكلة الانقلاب…اليوم هناك مئة ازمة ومشكلة …كانت هناك معركة واحدة يتحد فيها كل اليمنيين ضد المليشيات الانقلابية…اليوم هناك عدة معارك جانبية وداخل الشرعية والمقاومة الوطنية في عدن وتعز وغيرها…
هناك فساد غير مسبوق …هناك تدمير ممنهج لمؤسسات الدولة …هناك اموال ضخمة من الايرادات والضرائب لاتورد الي خزينة الدولة لانها تحصل بدون سندات رسمية…ويتم تورديها الي حسابات مسوولين صغار وكبار وهوامير….هذه الايرادات الضخمة كانت تحصل وتصرف بالدولار في السوق بعدن وغيرها وتصدر لحسابات قيادات ونافذين في الخارج…لربما كان ذلك سببا وجيها ومتعمدا لارتفاع سعر العملة الاجنبية….تم ايقاف الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية بحجة عدم وجود موارد الامر الذي ساهم في ارتفاعها بهذه الصورة الجنونية والتي انعكست سلبا علي معيشة الناس….كيف عدم وجود موارد بينما الايرادات والموارد لاتورد لحسابات الحكومة …هل عرفنا الان لماذا تم تعطيل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة هل عرفنا لماذا تم تجميد عمل هيئة مكافحة الفساد طوال السنوات الماضية ….يقال لاتوجد اموال بينما هناك معلومات من مصادر علياء تقول ان الحكومة صرفت سبعة مليار لشراء ولاءات سياسيين واعلاميين وغيرهم وذلك من الاموال المطبوعة التي لايعرف حتي الان اين تذهب وكيف تصرف…..والوضع مرشح للتفاقم ..والمحروقات مرشحة للارتفاع…والعملة الاجنبية سوف تقفز الي رقم سيصعب معه بعد ذلك احتواء المشكلة…وسينعكس الفشل والانهيار في المناطق المحررة سلبا علي الشرعية والتحالف…فالذي يعتقد ان دفع الامور الي الانهيار ستصب في صالحه هو واهم واهم…

لقد قدم اليمنيين تضحيات كبيرة جنوبا وشمالا…ولكن ما يحدث اليوم علي الارض لايسر احد بل يشكل تهديدا وجوديا لهم….لم تعد المكابرة تنفع ولا الغرور ولا التعالي …ولا التباعد…مطلوب ان تحل مشكلة عدن اولا …يفترض ان تلتقط دعوات المصالحة والتقارب بين الاطراف الفاعلة …باشراف ووساطة التحالف….ولا يعتقد اي طرف انه سيستطيع ان يفرض اجندته علي الاخرين ..فالكل مسلح والكل متاهب للصراع….استعادة العقول مهم جدا في لحظة هي في امس الحاجة للعقل والمنطق….عدن تتعرض لانتقام كما تعز…قوى داخلية وخارجية تعبث وتلعب…يساندها المخدوعين ..والذين استلموا الثمن…المال السياسي مشكلة كبيرة مدمر….ومحطم للنفوس والبلدان…

العيد فرصة للتأمل …للمراجعة…للتسامح…للتقارب..للعفو….للتغيير……للتفكير بطرق واساليب جديدة ومبتكرة وموضوعية للخروج من هذا المازق والحفاٌظ علي البلاد وامن الناس ومصالحهم ومصالح البلاد…وعلي قوى المقاومة جنوبا وشمالا ان تسال نفسها لماذا هناك حديث اصبح معلنا لاعادة رموز النظام السابق …هل تعرضت قوي المقاومة والتغيير لمؤامرة …ام انها فشلت ولم تعد محل ثقة الخارج…وربما الداخل….هل وجد هادي نفسه مضطرا لاعادة جماعة عفاش والتحالف معها ..ام ان الامر كان مدبرا وكان هادي جزء من المخطط….بالنسبة للحراك واحزاب مايسمى المشترك نقول لهم في هذه الحالة القانون لايحمي المغفلين…قانون السياسة لايعترف الا بالاذكياء واللاعبين الماهربن….اما المحشرين والغوغائيين والمخدوعين الله وكيلهم…بالنسبة للشباب فقد حوربوا من الجميع مع ذلك لعبوا دورا مميزا كموجهين ومنظرين سياسين لقوي المقاومة وبصماتهم واضحة …لكن هناك من تجاهل وهناك من لايريد ان يعمل ..وهناك عاجز عن العمل….

مع ذلك الشباب جاهزون لانقاذ الموقف ودعم مصالحة وتوافق بين قوي المقاومة ….واذا استدعي الامر وتخلصت هذه القوى من مخاوفها واجندتها الخاصة ورفعت الشعار ….ارحل…سيكون الشباب معها من اجل مستقبل للجميع…

وعيدكم سعيد وكل عام وانتم بالف خير…

باسم فضل الشعبي

رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام