وجهة نظر لما يحدث في سوريا

تم النشر بتاريخ 8 أبريل, 2025

سامي غالب

“يوما بعد يوم، يتأكد للسوريين والسوريات أن نموذج هيئة تحرير الشام الحاكم اليوم، لا يَصلح ولا يُصلح”.
. هيثم مناع

قبل يومين اعجبتني فقرة من مقال لهيثم مناع ونشرتها هنا في فيسبوك قاصدا ابراز وجهة نظر مغايرة للسائد في الاعلام الخليجي منذ ديسمبر 2024.
أثار انتباهي التعليقات المسفة والناقمة لأني اقول رأياً في الشأن السوري، هكذا!
ذكرتني هذه التعليقات المسفة والناقمة- ولا أقول أوصاف أكثر دقة الان- بحالات مماثلة انبرى فيها اعضاء في التجمع اليمني للإصلاح واخرون من تيارات اخرى للتصدي لكل صاحب رأي في اليمن خصوصا في 2011 ثم على امتداد المرحلة الانتقالية عقب نقل السلطة من الرئيس الأسبق صالح إلى نائبه هادي الذي صار حليف الاخوان بما هم “حزب الشدة”.
طرد “حزب الشدة” من دار الرئاسة ومقر مجلس الوزراء في صنعاء في 2014 و 2015، لأن المراحل الانتقالية لا ينبغي ان تدار طبق مصلحة حزب او مجموعة احزاب بل شعب بأكمله. كذلك صارت المرحلة الانتقالية مجرد انتقال للسلطة من حكومة الاحزاب المسيطر عليها من قبل الإصلاح إلى قبضة جماعة أخرى، أشد عصبوية هي “الحوثيين”.
في سوريا سيطرت جماعة متهمة بالارهاب وبممارسة شتى صنوف الانتهاكات هي جبهة النصرة التي صار اسمها “هيئة تحرير الشام”. وهي في ظرف ايام انطلقت من محافظة تقع في شمال غرب سوريا إلى دمشق،
ماذا جرى بالضبط؟
ليس واضحا تماما. لكن الاكيد ان السوريين في غالبيتهم الساحقة رحبوا بما جرى باعتباره انتصار – وان جاء متأخرا- لثورة الشعب السوري في 2011.
في الأثناء تتالت الإشارات السلبية من تل أبيب إلى واشنطن. ثم بدأت تتسرب أنباء المجازر في محافظتي طرطوس واللاذقية ليظهر لاحقا ان الضحايا كانوا مدنيين من سكان هاتين المحافظتين من العلويين. وان من قام بهذه المجازر خليط من جماعات ترتدي الزي النظامي وأخرى من الميليشيات الدينية المتطرفة غير السورية.
الجماعات السياسية اليمنية عصبوية في النشأة والثقافة لذلك سرعان ما تتخلى عن القيم الجديدة المرتبطة بالديمقراطية والتعددية وقبول الاخر الايديولوجي.
خطر لي ذلك وانا اتخيل هؤلاء الناقمين يسيطرون على مقاليد السلطة في صنعاء، هم وليس “آخرهم الجواني” المعاصر وهو الحوثي!
اليس هذا الخطاب هو ذاته الذي اعتمد في 2012 ضد المؤتمر الشعبي، وفي 1994 ضد الاشتراكي. .
هل التيارات الأخرى مبرأة؟
بالتأكيد لا.
لكن الإنصاف يقتضي وضع الاخوان المسلمين (وبالتالي الإصلاح) في المقدمة، وفي اليمن بخاصة.

Left Menu Icon
الرئيسية