تم النشر بتاريخ 27 مارس, 2025
م. مسعود احمد زين
في حقيقة الحرب بالسودان ولمن يسيطر عليه التعصب الحزبي على حساب السودان كوطن عربي شقيق.. عليه ان يعلم أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جاؤوا من خلفية سياسية واحدة قريبة من الاحزاب الإسلامية بحكم استمرار عمر البشير بالحكم لعقود والمدعوم من حركة الاخوان المسلمين وهو من انشاء قوات الدعم السريع.
وحتى بعد الثورة على نظام البشير والعملية السياسية التي لحقتها وعملية عزل اتباع حزبه المحسوبين سياسيا على التيار الإسلامي ( الفلول حسب التسمية السودانية) فأن هولاء الفلول عند اندلاع هذه الحرب قد اصطف بعضهم مع الجيش والبعض مع الدعم السريع لاعتبارات جهوية وغيرها.
الحرب بالسودان قامت بسبب مصالح دولية فوق اعتبارات الاحزاب، لكن البعض يركب القناعات الحزبية بكل عمى وعلى استعداد للتعصب الحزبي حتى خارج وطنه ولايهمه مصير الأوطان.
مصر العروبة كان لها الدور الفاصل منذ الطلقة الأولى لهذه الحرب في دعم الجيش السوداني وثباته الذي استطاع الدعم السريع من السيطرة على مخازن الذخيرة المركزية للجيش والطيران السوداني في الايام الأولى للحرب ، ولولا الدعم المصري بعيدا عن الاضواء لانتهي الغطاء الجوي للجيش السوداني في الاسابيع الأولى للحرب واكتملت سيطرة الدعم السريع على الموقف العسكري بشكل ساحق.
نظرت مصر لهذه الحرب بمعيار وطني ووقفت مع الجيش السوداني حتى لايتفكك السودان باعتبار الجيش هو جيش الدولة الوطنية السودانية وليس جيش التيارات الإسلامية بالسودان ولم تنظر للامور من عين الحزبية العمياء والا فأن العلاقة بين مصر السيسي والتيارات الإسلامية معروفة .
تقديس الاحزاب على الأوطان كارثة مازالت قائمة لدى قطاع واسع في الوطن العربي وخصوصا دراويش هذه الاحزاب من العامة وقياداتهم الوسطى وابواقهم.
وتقديس القناعات الحزبية العابرة للاوطان والاصطفاف ورائها على حساب المصالح الوطنية هو النهج السياسي لهذه المجاميع.
هذا احد الاسباب الرئيسية لفشل معظم الدول العربية عن بناء دول وطنية ناجحة ومستقرة ومتطورة مثل دول العالم التي استقلت من بعدنا بعقود وأصبحت اليوم في مصاف الدول المتقدمة.
وهذا احد الاسباب في استمرار غرق اوطاننا في وحل الصراعات الداخلية دون أي أفق تنموي.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع