تم النشر بتاريخ 21 مارس, 2025
سمير الوهابي
في ظل التحركات التي يرصدها الشارع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والمتعلقة بالتوترات التي شهدناها خلال زيارة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، إلى حضرموت، يبرز تساؤل جوهري: هل نحن أمام تهدئة عامة أم أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا جديدًا بعد العيد؟
من جهة أخرى، تطرح الأوضاع الراهنة في الجنوب، وخاصة في عدن، عدة تساؤلات مُلحة حول المستقبل، في ظل تدهور الخدمات العامة، وانهيار العملة الوطنية، وتفاقم معاناة السكان. فبينما يتابع الجنوبيون المشاريع الاستراتيجية والاقتصادية الضخمة في الإمارات والسعودية، وهما الدولتان الرئيستان في التحالف العربي الذي جاء لتحسين الأوضاع وخلق اصطفاف وطني ضد المشروع الحوثي، يعيش المواطن في الجنوب واقعا مأساوياً يتمثل في غياب التنمية، وتراجع الخدمات الأساسية، وتأزم الوضع المعيشي.
عدن، التي يُفترض أن تكون البوابة الاقتصادية للمنطقة الحرة ومركزًا للمشاريع الصناعية والتجارية، تواجه تهديداً حقيقياً لمستقبلها وسط صراعات سياسية محتدمة بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة والأطراف الفاعلة الأخرى. وبينما تتآكل مقومات الدولة ومؤسساتها، تظل الأسئلة قائمة: إلى متى سيستمر هذا التدهور؟ وما مصير عدن كمركز اقتصادي حيوي دولي ؟
هذا التشابك بين الأحداث السياسية والاقتصادية يسلط الضوء على حجم الانقسامات والتحديات التي تواجه البلاد، مما يستدعي إيجاد حلول جذرية تعالج مختلف أبعاد الأزمة، سواء على مستوى السياسات العليا أو في تحقيق التنمية المستدامة لعدن كعاصمة اقتصادية وصناعية للبلاد.