تم النشر بتاريخ 9 مارس, 2025
دكتور/ لقاء مكي
الهجوم على نظام الحكم في سوريا واتهامه بارتكاب (مجازر ضد العلويين) كان متوقعا، بل هو المرحلة التالية المخطط لها ضمن مؤامرة أوسع. المطلوب هذه المرة ليس عودة النظام السابق، بل تقسيم سوريا، وهو هدف تشترك فيه كل من إسرائيل وإيران ومن يواليهما من دول وجماعات، دون أن يعني ذلك التنسيق بينهم بالضرورة. كلاهما، إيران وإسرائيل يعرفان أن سوريا لقمة كبيرة تخنق من يلتهمها، لذلك، فالأفضل تقسيمها، وخلق كانتون علوي موالي لإيران، وآخر درزي موالي لإسرائيل، أما الأكراد فلديهم بالفعل كانتون قائم بحماية أمريكية، وكل من الطرفين يمكن أن يدعمه ويستفيد منه، في حال تخلت عنه واشنطن. هذه بالطبع مخططات وأمنيات، لكن تحقيقها معقد، فأوضاع المنطقة في سيولة شديدة، وهناك قوى إقليمية ترفض تقسيم سوريا، من أبرزها تركيا ومعظم الدول العربية، فضلا عن غالبيةالشعب السوري، بما فيهم الدروز والعلويون. صعوبة المخطط لا يعني الاستهانة بخطورته، وما يبدو صغيرا اليوم سيكبر لاحقا، وما رأيناه من اعتداءات أفضت إلى الأحداث الأخيرة يمكن أن تتكرر، إلا إن حدث ما يقطعها من الجذور، أو إن طرأ حدث إقليمي كبير، يجعل الأحداث في سوريا تبدو ثانوية.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع