فلسفه الصوم..

تم النشر بتاريخ 1 مارس, 2025

ابتهال عبد الوهاب

لايوجد شعب في العالم يتفوق على العربي والمسلم في كثرة العبادات والطقوس !! ولا يوجد شعب يعيش ازدواجية المعايير و هلامية التمسك بالطقوس والعادات والتقاليد و الالتزام بها اكثر منا ! ومع ذلك لدينا ازمة قيم نقتل بعضنا وندمر حياتنا ونسرق و ننتهك و ونتنكر للحقيقة ونكره الصراحة ونرفع طغاتنا إلى مقام الاولياء … نحن بحاجة لدروس في الصدق مع الذات وفي احترام عقولنا ! وهذه افضل واصدق صنوف العبادة !
فالغالبية يفصلون بين العقيدة والسلوك، فهم يعتبرون الإيمان مجرد طقوس بينما السلوك يقبع في أسفل درجات التعامل مع الآخر
فحين يتحول صيام البعض إلى تخمة ونفاق وكسل ونوم لساعات طويلة وتعطيل للعمل، فهذا يعني أن سلبياته فاقت إيجابياته. وهذا يعني ان الصائم يصبح عالة على المجتمع دون أي إنتاجية أو فائدة. وهذا يعني بالأخير أن مقاصد الصيام (التي من المفترض أن تكون روحانية وعطاء وعمل) لم تتحقق لسنوات أو لعقود.
كلما خضع المؤمن لمنظومة طقوس دينية صارمة تحدد أمامه آفاق الرؤية وتفرض عليه أحكاما مسبقة،كلما أصبح متعصبا ويحمل نفسا اقصائيا ضد الآخر المختلف.
عندما يتحول الصيام إلى عادة تقليدية دون الحرص على تحقيق الأهداف الروحية والأخلاقية للصيام، فإنه قد يفتقر إلى القيمة الحقيقية ويصبح عائقا للإنتاجية والفعالية في المجتمع.
يجب على الصائمين أن يسعوا إلى تحقيق الفوائد الروحية والاجتماعية من الصيام من خلال التفكير الذاتي والتأمل،
نحتاج إلى إعادة فهم وقراءة أحقية وأهمية فريضة الصيام من جديد في مجتمعاتنا المتخلفه أصلا عن العمل والإبداع والتنمية والإنجاز.
للأسف أصبحت الأخلاق عند المعظم هي الطقوس والشكليات الدينية وهو ما يضعنا أمام قمة الإنفصال بين العبادة والأخلاق في سلوك الفرد، سلوك يتجلى في عبادة بدون أثر أخلاقي يمنع الإنسان من الكذب والنفاق والسرقة والكراهية.
وأصبح التدين والحرص على أداء الطقوس والشعائر الدينية في أبعادها الشكلية والمظهرية في مجتمعاتنا العربية أهم من استحضار المعاني القيمية والأخلاقية للعبادات ، و أهم من استحضار قيم التعايش والتعددية المفترضة بالدين.
‏صوموا عن النفاق والحقد، والغل، والشر، والأذى، وكسر خواطر الناس.. قبل أن تصوموا عن الطعام.
صوموا عن اللهو بأعراض الناس وعن النميمة وعن التفاخر والغرور الاعمى قبل أن تصوموا عن المأكل والمشرب.
صوموا عن الغش والكذب والتراخي والاهمال وتغييب الضمير
صوموا عن التبعية التي تقصيكم من فردانيتكم وتجعلكم نسخا مشوهه من الآخر .
صوموا عن كل ما يحط من كرامة الانسان ويقلل من انسانيتة
إن كان هدف الصوم هو تهذيب النفس وتربية الجسد، فإن صومكم عن الشرور قبل الطعام أفضل وأفيد.
صوموا عن الجهل تصحوا.
كل عام وانتم بخير.. رمضان مبارك

Left Menu Icon
الرئيسية