تم النشر بتاريخ 12 يناير, 2025
جميل محمد الشعبي
بهذا الاقتباس للروائي البرتغالي الحائز على جائزة نوبل للأدب، جوزيه ساراماغو، أستهل مقالي الذي يعكس واقعنا المؤلم في عدن والمحافظات المحررة. واقع باتت فيه الحياة أكثر قسوة بفعل البشر أنفسهم. نعاني اليوم من انعدام الخدمات الأساسية، تأخر المرتبات، الارتفاع الجنوني للأسعار، وانهيار العملة. عدن، التي كانت منارة حضارية، أصبحت غارقة في الظلام الدامس بسبب الحرب الممنهجة التي يشنها بنو جلدتنا ضدنا.
حقًا، لقد صدق ساراماغو في قوله إن القسوة اختراع بشري. هذه الحرب لا تقتصر على المعارك، بل تمتد إلى التعذيب النفسي والمعيشي الذي يعانيه أبناء عدن والمحافظات الجنوبية المحررة، من انقطاع الكهرباء وشح المياه وتأخير الرواتب، في مشهد لم يسبق له مثيل. إنها حرب ممنهجة تستهدف الإنسان في كرامته وحياته اليومية.
الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي والتحالف العربي جميعهم يتلذذون بمعاناتنا، يقفون متفرجين وكأن الأمر لا يعنيهم. يتنصلون من مسؤولياتهم، ويلقون باللوم على بعضهم البعض، بينما المواطن يكتوي بنيران الحاجة والعوز.
عشر سنوات عجاف مرّت ولم تقدم “شرعية الفنادق” ولا “الانتقالي” أي حلول حقيقية. فشلوا في إدارة الملفات الحيوية، وتركوا الشعب يواجه مصيره وحيدًا.
عار عليكم جميعًا. شرعية، انتقالي، وتحالف. واعلموا أن صبر هذا الشعب المكافح لن يدوم طويلًا، وقريبًا سيأتي يوم تجدون أنفسكم فيه مشردين كما شردتموه. الشعب لن يغفر لكم، وغدًا لناظره قريب.
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع