وبل الغمام في ترجمة الأخ همام رحمة الله عليه

تم النشر بتاريخ 11 يناير, 2025

اسمه: هو همام بن عبدالحميد بن أحمد بن يحيى الشعبي، كان عليه من الله شآبيب الرحمة وسحائب المغفرة شاباً مؤدباً مهذباً خلوقاً طيباً كريماً هادئاً متواضعاً يكسوه الحياء، ويعلوه الوقار كانت عليه ملاحة لا يكاد يراه أحد إلا أحبة! كان_ قدس الله روحه ونور ضريحه _طالبا في مدرستنا “مدرسة الإنطلاق الشعبية” هو وكوكبة من زملائه من أبناء وادي شعب الكرام من ضمنهم أخوه الشاب الجميل الشيخ صدام بن عبدالحميد الشعبي حفظه الله ورعاه شيخ القويضه -كان الأخ همام زميلا لأخي الأكبر وضاح -حفظه الله -وكان أخي وضاح يحبه ويجله ويثني عليه خيرا ويكن له كل الحب والإحترام…وفي يوم من الأيام وفي ذات صباح ونحن صفوفا كالبنيان المرصوص في الطابور الصباحي مدير المدرسة الأستاذ مختار بن محمد بن علي سطيح _حفظه الله _ والمدرسون الجميع صامت لا تسمع إلا همسا.. صعد الطلاب الذين تم إختيارهم لإلقاء الإذاعة المدرسية على المنصة بدأ المقدم بالمقدمة ثم قال: فخير ما نستفتح به إذاعتنا في هذا الصباح هو القرآن الكريم ومع الطالب همام عبدالحميد الكل رماه ببصره لقد اشرأبت الأعناق إليه ، ورنت الأبصار له ، وأنصتت الآذان لسماع القرآن! من هذا الطالب الجديد والاسم الجديد؟! لا يوجد طالبابهذا الاسم من قبل فإسم همام إسما جديدا على الاسماع ليس هناك أحد بهذا الاسم في هذا الوادي من أقصاه إلى أقصاه! فما هو إلا أن “استعاذ بالله من الشيطان الرجيم” إلاوتحركت القلوب وأصيب الحاضرون بالدهشة من جمال صوته وحسن أدائه وبراعة تلاوته.. فقد أعطي صوتا جميلا نديا مؤثرا.. وأخال أن الجبال قد أوبت معه والشجر! وكذلك كان أخوه الشيخ صدام صاحب صوتاً جميلاً متميزاً ولا أحنث إن حلفت أنهما كانا صاحبا أول لبنه في حياتي وربما في حياة كثير من أبناء جيلي حيث لفتا إنتباهنا أن القرآن يقرأ بهذه الكيفية وبهذه الطريقة الجميلة المبهرة!
لقد شغفت حبا بهما وأحببت القرآن بسببهما.. لكن بقي هذا مدفونا في قلبي حتى أرشدني ربي ووفقني إلى أن أحاول أن أكون من أهل القرآن..
كنت أسأل أخي وضاح عن همام وعن أخباره فمرة أخبرني أنه إلتقاه ولأيا عرفا بعضهم لطول العهد بينهما وتحدثا سويا وقد غيرت الأيام ملامحهما.. فكنت مشتاقا بل يكاد يقتلني الشوق لأرى همام ولو لساعة بل ولو لدقائق معدودة! لقد حالت المنايا بيني وبين ما أشتهي! وغيبه الموت عن ناظري! لقدصعقت بخبر موته وكأنهما رميت في بئر عميق أو ألقيت في وادٍ سحيق ولم أزل أهوي فيه إلى ساعتي هذه ! فالله المستعان ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم! إنا لله وإنا إليه راجعون، فرضي الله عنك أخي همام وارضاك وغفر لك وتجاوز عنك ونور قبرك ورفع درجته في أعلا جنة الخلد، وجمعنا بك في جنته ومستقر رحمته« إن ربي رحيم ودود».

أبوالخطاب عبدالله بن علي بن عبدالواسع الوازعي.

Left Menu Icon
الرئيسية