تقدير موقف: تدهور اسعار المشتقات النفطية ..انعدام المرتبات..ارتفاع الاسعار ..غياب رؤية ام ازمات مفتعلة؟!

تم النشر بتاريخ 30 مايو, 2018

 

كلام العراشة مديرة شركة النفط بعدن عن قرار تحرير المشتقات النفطية انه اضر بالشركة وتسبب لها بخسائر كبيرة كلام مهم..لكنه للاسف تاخر..في البدء رحبت العراشة بالقرار واليوم تنتقده…واتذكر اننا انتقدنا القرار يوم صدوره وقلنا انه غير مدروس…وان خلفه اهداف مضره بشركة النفط وبعمالتها المقدرة باربعة الاف…..عموما مخطط تصفية شركة النفط جاري على قدم وساق وقد بدا من يوم اقالة مدير الشركة السابق عبدالسلام حميد لقد كان هدف الاقالة المعلن يومها ان حميد قريب عيدروس الزبيدي وان اموال الشركة تذهب للحراك…لكن الهدف المبطن للاقالة هو تصفية شركة النفط والسيطرة على اصولها الضخمة من قبل هوامير النفط …ويوما عن يوم يترسخ هذا الهدف الخبيث اولا من خلال التعينات داخل الشركة..وثانيا من خلال رفع اسعار المشتقات وازدهار السوق السودا ..وثالثا من خلال تحرير سوق المشتقات وهو القرار الذي وصفته مديرة الشركة اليوم انه كارثي واضر بالشركة وتسبب بخسائر كبيرة…؟!
اطلقت الشركة امس تسعيرة جديدة ورسمية للدبة البنزين مقدارها 6500 ريال وسيباع ذلك في محطات الشركة المحدودة داخل عدن بينما سيباع في غيرها بسعر اكبر والرقم مرشح للزيادة في ظل عدم وجود رؤية افتصادية وطنية وحقيقية لدى الحكومة التي تركت الامور لفوضى السوق وجشع التجار…

واذا ما تتبعنا ارتفاع اسعار البنزين وهي السلعة الاهم في البلاد فاننا سنكتشف انها جات بعد التحركات الشعبية المطالبة بالتغيير اذ كان سعر الدبة البنزين عشرين لتر قبل 2011 يساوي 1500 ريال وبعد ثورة فبراير التي اطاحت بعفاش وتحديدا بعد تشكيل حكومة الوفاق ارتفعت الدبة البنزين الي 3000 الاف ريال بامر من حكومة باسندوة وبعد الرفض لهذه التسعيرة تم التراجع الي 2500 ريال واستمر الامر حتى ما قبل 2014 تقريبا بعد مؤتمر الحوار ليتم رفعها الي 3000 ريال ويومها اعتبر المبلغ كبيرا وكارثيا واستغل الحوثين ذلك للتجييش. ضد الحكومة والرئيس هادي ولم يكن بمقدرة هادي التراجع عن التسعيرة الجديدة وكلها جاءت بعد انجازات تحققت للشعب اليمني انجاز الثورة ثم انجاز الحوار وكان الامر مدروس ومدبر للانتقام من هذه المكتسبات واعادة احباط الشعب وتركيعه..

تسبب هذا الرفع بدخول الحوثين الي صنعاء واستقالة الحكومة وهروب الرئيس ثم اندلاع الثورة المضادة في صورة حرب مدمرة استهدفت الشعب اليمني ومكتسباته النضالية..

تشكلت المقاومة وانتصرت في عدن وكان الناس ياملون بتحقيق الرخاء والاستقرار لكن هذا لم يحدث والسبب ان هناك من يكمن متخفيا للانتقام من هذه الانتصارات وافساد فرحة الشعوب وتطلعاتها للبناء والاستقرار..
بعد انتهاء الحرب في عدن وجوارها وانتصار المقاومة كانت يومها الدبة البنزين ب3000 ريال لكن سرعان ما ارتفعت الي 3700 ريال وكان قرار خاطئ اوجدت الحكومة وشركة النفط له مخارج ومبررات فتقبل الشعب الامر رغم ما رافق الرفع من اعباء تحملها المواطن.

ولان المواطن اصلا هو المستهدف في هذه العملية والتي تحولت الي حرب اقتصادية قذرة تديرها اطراف عديدة هدفها احباطه واشغاله وصرف اهتمامه عن المطالبة باية استحقاقات نضالية وسياسية في محاولة لتركيعة وفرض شروط عليه فيما بعد وهذا منطق خاطي في علم السياسة لاتمارسه الحكومات الوطنية لانه له تبعات كارثية لايمكن التكهن بمالاتها خصوصا حينما يصل الامر الي مرحلة الاذلال والاهانة للناس لاسيما وان هناك امور اخرى تقابل ارتفاع المشتقات وهي انعدام المرتبات واعاقة عمل الموانئ وتوقف تصدير النفط وتحصيل ايرادات الدولة بصورة شفافة الامر الذي يدفع بالبلاد الي حافة الافلاس ويدفع المواطن الي حافة الفقر والتشرد ويراكم اعداد الفقراء وانعدام الفرص ويضع الشعب في مواجهة حقيقة مع المجهول.

لم يكن الناس يتوقعون ان ترتفع سعر الدبة البنزين الي 6500 بالسعر الرسمي في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد ويعيشها الشعب الذي اصبح اكثر من نصفه نازح ودون مصادر دخل.

امر كارثي حقا له ما بعده من نتائج سلبية سيتحملها الشعب الصابر في ظل تعقد المشهد السياسي وغياب الدور الفاعل للحكومة واستمرار الحرب…

نقولها بصدق في مسارات هناك حروب متعددة في البلاد ليست الحرب مع الحوثين فحسب ..وانما هناك حرب اقتصادية اشد ضررا بالشعب والبلاد …حرب تستهدف احباط الناس وقتل اية امال امامهم للتغيير ..حرب على التغيير على البناء تستهدف الشعب وتستهدف رموز التغيير وادواته …تستهدف نشر الفوضى واعمال التخريب وهدم ما تبقى من قيم ومن مضمون للدولة…لتصبح نهبا للاطماع الخارجية…

يرى مسارات ان قيادة الشرعية وحكومتها تساهم في ذلك رغم تحججها المستمر بعدم قدرتها على العمل بسبب مضايقات اطراف في التحالف لها…هذا مبرر لايعفيها كليا من عدم قدرتها على ايجاد رؤية وطنية لوقف هذا الانهيار الحاصل والحفاظ على ما تبقى من دولة ومؤسسات..

فالبلاد تمر بمنعطف صعب وعسير ..الفراغ الذي احدثه غياب حضور الحكومة كان له تبعات سلبية عديدة على المستوى الاقتصادي والمعيشي وعلى المستوى الامني والعسكري..لن يستطيع اي طرف ان يقوم بدور الحكومة مهما ادعى ذلك ومهما كانت امكاناته ومبرراته..هناك فشل ذريع على كل المستويات.. الحكومة فشلت…الاطراف التي حاولت ان تحل بديلة عنها فشلت ايضا..

يمكن لنا قياس هذا الفشل بالنظر الي اوضاع الناس …الناس ضحت من اجل الامن والاستقرار والعيش الكريم وكل هذه الامنيات البسيطة والمتواضعة لم تتحقق حتى الان..
صحيح هناك جهود تبذل لكنها ليست كافية…صحيح البلاد تمر بمرحلة تحول سياسي صعب وعسير لكن هذا لايبرر طحن المواطن وشن حرب اقتصادية عليه.

اننا في مسارات ندعو الحكومة الي مراجعة اسعار المشتقات والعمل بكل جهد وامانة لايجاد حلول للارتفاع الجنوني والبحث عن دعم لهذه السلعة لانزال سعرها بما هو معقول ويتناسب مع او ضاع الناس الصعبة والغاء القرارات التي تستهدف شركة النفط ومصافي عدن كمؤسستان وطنيتان ومساعدة مصافي عدن على الاستيراد والتكرير وشركة النفط كمسوق وحيد كما كان عليه ووقف التلاعب بهذه السلعة من قبل التجار…
ونقترح ان يتم انزال سعر الدبة البنزين عشرين لتر الي 4000 الاف ربال والديزل الي اقل من ذلك…

ونقترح على التحالف السماح للحكومة بالتنقيب عن النفط وتصديره للخارج ورفع الحضر عنها في هذا الجانب..
وتحصيل الايرادات بطرق شفافة وتشغيل الموانئ والمعابر والمؤسسات الايرادية ودعم قطاع الطاقة..
وقبل كل ذلك توحيد كل قوى المقاومة تحت مظلة الشرعية وفق رؤية سياسية جديدة لمستقبل اليمن يرتضيها الجميع وذلك لمنع الصراعات والانشقاقات وضمان خروج البلاد الي بر الامان لحفظ امنها الداخلي وامن الجوار والعالم.

لن يكون هناك اي معنى لاية انتصارات عسكرية مالم تكن هناك انتصارات اقتصادية وتقاربات وتفاهمات سياسية في العاصمة عدن.

قراءة خاصة بمركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام

Left Menu Icon
الرئيسية