المشهد السوري مرة أخرى

تم النشر بتاريخ 17 ديسمبر, 2024

باسم فضل الشعبي

في مشهد سوريا، لقد دعمت السعودية وقطر الثوار بالمال والإعلام، ودعمتهم تركيا بالمال والتسليح، وحينما أنهار الأسد ورحل باتفاق بين اللاعبين الرئيسيين الكبار، بما فيهم روسيا وإيران، وأصبحت السلطة بيد “الشرع” وجماعاته، الآن سيتم التخلي عنهم، وسيقولون عنهم “إرهابيين ومتشددين”، وسيدعمون بقايا النظام ضدهم، وسوف يسمحون لأمريكا بقصف المناطق والاحياء السكنية، بحجة مكافحة داعش والقاعدة.

ذلك من المؤكد سيفتح صراعاً داخلياً كما خطط له، لمنع استقرار سوريا، في الوقت الذي سمحوا لإسرائيل تدمير كل الترسانة العسكرية والعلمية، واغتيال عشرات من العلماء في ثلاثة أيام فقط، واحتلال قرى وبلدات جديدة بالقرب من العاصمة دمشق، والكل يشاهد، العرب الأشقاء، وتركيا التي تحلم بعودة مشروع الخلافة العثمانية من بوابة تدمير الشام وتقسيمه، عبر تحالف العار مع الصهاينة وأمريكا.

العرب كشفوا عن عمالتهم بوضوح للمشروع الصهيوني في ملف سوريا، وعن غبائهم المفرط في عدم فهم حكاية يوم أوكل الثور الأغبر..

يعتقدون أنهم سيهربون مثل بشار، بينما سيتركون شعوبهم تواجه مصير الشعب السوري، الذي تنتظره أوضاع وأحوال صعبة، إن لم يصحُ من جديد وينتبه.

هناك مواجهة حتمية بالتأكيد مع إسرائيل في سوريا، ستكون الشعوب العربية والإسلامية أمام ضرورة أن تصحو من السبات العميق لمواجهة المشروع الصهيوني الخطير، وذلك على ساحة سوريا ودمشق، قبل أن يتمدد أكثر صوب مصر والأردن والخليج..

أما الإخوان ومن لف لفهم من جماعات تسمي نفسها إسلامية، فيتم استخدامهم للتدمير والتخريب فقط، وتحقيق أجندة خارجية، دون أن يتم تمكينهم من سلطات فعلية وإدارة مباشرة للدولة، وحدث ذلك في أكثر من بلد.

وأما أحمد الشرع، يبدو بسيطاً غير أنه حديث العهد بالسياسة، فسيتم استخدامه مرحلياً فحسب، لكن عليه أن يحيط باللعبة من كافة جوانبها ويمسك بخيوطها، إن أراد أن ينتصر لسوريا وشعبها.

وأما المعركة أو الملحمة القادمة فسلاحها ورجالها مختلفون جداً، إن لم تحدث هناك تطورات وانفراجات تغير المشهد برمته على الصعيد العربي والإسلامي والدولي، وتتحقق النبوءات بدون حروب ودماء.

Left Menu Icon
الرئيسية