المعادلة غير الموزونة وورقة العزيمة الرابحة

تم النشر بتاريخ 14 ديسمبر, 2024

عيدروس الشعبي

تبقى العزيمة ورقة مهمة في قلوب وأيدي الجنوبيين..
العزيمة لا تأتي إلا من إدراك، وقد أدرك الشعب الجنوبي عدوه من صديقه، أدرك الشعب الجنوبي مِن أين تأتي المكائد والألاعيب والشرور.
أدرك أن من أعلنوا الحرب ضده وهو في أشد مراحل الضعف لن يتركوه وهو يتعافى..
من أعلنوا أن عدن ستتحول إلى قرية، وأن القتال سيكون من بيت إلى بيت ومن (تاقة إلى تاقة)، وأن الوحدة أو الموت، ومن لم يعجبه فليشرب من ماء البحر.. هم من يمارسون هذه الهمجية وهذا التخريب والتدمير والإذلال للشعب بكل فئاته.

تقاسموا الأدوار فبقي البعض منهم في خانة المحارب من الخارج (الحوثيون والعفافيش)، والبعض في خانة المحارب من الداخل (الإصلاحيون والعفافيش في الشرعية)..
أداروا العملية ويديرونها بكل حرفية ومكر كأعداء متحاربين، ولكن في الحقيقة هم إخوان متٱمرون..

بالأمس القريب في (تعز الثورة)، يحتفل الإصلاحيون بذكرى مقتل عفاش الذي أسموه (شهيد)..
تعز التي قيل عنها إنها منبع الثورة والثوار.. تعز التي ثارت على عفاش وقالت عنه إنه خائن وعميل وعليه أن يرحل.. ليوم تحتفل بذكرى (استشهاده) وتمجده وتعظمه، أليس هذا أكبر دليل على كذب ادعاء العداوة..؟!!
العداوة الحقيقية هي للجنوب وأبناء الجنوب.. والحرب الحقيقية هي على الجنوب وأبناء الجنوب..

سيلتقي المتشاكسون وسيحتفلون ويرقصون، وسيسكرون ويعيدون تٱمرهم على الجنوب بالتعاون مع إخوانهم الحوثيين، لأجل استعادة الجنوب إلى حضيرتهم وفيدهم..
لكن هيهات.. هيهات لهم ذلك، فالجنوب قد عزم أمره واختار قراره، بأن لا عودة لجلباب الوحدة، ولا يمكن الوثوق بأيٍ من أطرافها مجدداً..

الأعداء كثر والانتقالي يعمل منفرداً..
المعادلة غير موزونة، وعلينا جميعاً أن نستوعبها ونعمل على وزنها..
المعادلة تقول إن الحوثيين والإصلاحيين والمؤتمريين، وكل القوى الشمالية.. بل وربما الشعب هناك أيضا إلا ما ندر، يعملون ضد الجنوب وقضية الجنوب وشعبه، أضف إلى ذلك المواليين لتلك الأحزاب والمكونات من أبناء الجنوب..

لكن تبقى العزيمة هي الورقة الرابحة بيد أبناء الجنوب. وبالفعل الجنوب عزم أمره وأصر ويصر على ذلك مها كلفه الأمر..
فالعزيمة أقوى قرار، وأقوى سلاح، وهي من ستوزن المعادلة، وبها سيتحقق الهدف الكبير..

فليتآمر المتآمرون، وليلفسدوا وليعطلوا ما يشاؤون.. سيبقى الشعب الجنوبي متمسكاً بخياره وماضياً بعد قيادته وعازماً على تحقيق النصر واستعادة الدولة كاملة السيادة.

Left Menu Icon
الرئيسية