قوانين الله شريعة ودروس ..فلا تقنطوا فقد عاشها رسول الله

تم النشر بتاريخ 17 نوفمبر, 2024

عيدروس الشعبي

هي محنة يمتحنها الله عباده كبيرهم وصغيرهم ذكرهم وانثاهم جاهلهم وعاقلهم ..

تتأخر البشارات وتتاخر الانفراجات (حتى إذا بلغت القلوب الحناجر قالوا متى نصر الله) ..ومعها قد يصل الشخص أو المجتمع أو الفئة إلى حالة من الاحباط أو القنوط أو الخمول والتوجس .. إلا المؤمنين ..

الرسول صلّ الله عليه وسلم وهو المؤيد من فوق سبع سماوات ظل يعبد الله ويدعو إليه في السر ثلاث سنوات .. ثم بعدها قرابة عشر سنوات وهو يتعرض لشتى صنوف الحرب والتضييق والتشويه ..حتى أنه وأصحابه حوصروا وأكلوا اوراق الاشجار..
اعز الناس إلى قلبه لم يعلن إيمانه ..
ابتلي في أهله وبناته وموت أولاده ..
تعرض للإساءة من الرجال والنساء حتى أن البعض وضع السلا على رأسه ومنهم من وضعت الشوك في طريقه ومنهم من هجاه وسبه ..

أنها دروس وحكم من الله سبحانه وتعالى ليبتلي المؤمنين ولمن سياتي بعدهم ..

يظل الإنسان العادي في حيرة من أمره حين تضيق عليه الأمور ويتأخر عليه الفرج .. فيشعر بخيبة أمل وقد يتهم نفسه أو المحيطين به بالتقصير وقد يصل الأمر لاسمح الله إلى الانحراف أو الكفر ..

ابتلاءات عظيمة تعرض لها رسولنا محمد صل الله عليه وسلم… لم يصمد معه إلا قوي الايمان راسخ الفكر قوي الشكيمة من لا يفكر في دنيا ولا يلتفت إلى فتاتها ..بالرغم من الاغراءات والعروض التي كان يقدمها المشركين والكفار وغيرهم .. والأمثلة كثيرة…
سنوات طويلة من الزمن ..
بدأ دعوته مع زوجته التي التجأ اليها واستند بها ..ثم ثلاثة مؤمنين .. ثم عشرة .. ثم خرج مطاردا من بلده مكة التي ظل يدعو فيها ثلاث عشر عام ..

الم يكن الله قادرا على نصره وتأييده بكلمة (كن)؟؟
الم يكن قادرا أن يقذف الايمان في قلوب المشركين والكفار أو ان بخسف بهم ويمحقهم من الارض؟؟
الم يكن الله قادراً على ذلك لتأييد رسوله ونصر دينه ؟؟
بلى ..لكنه أرادها دروس وعبر باقية على مر الزمن واراد الأمور أن تسير على طبيعتها وقوانينها.. وكما أراد لها أن تكون حتى قيام الساعة ..
خير يقابله شر ..وصراع بين الحق والباطل وبينهم ماسقط من هذا وذاك ..

الحق موجود وهو الغالب برغم وجود الباطل وعلو صوته ورايته في فترة من الفترات …

سيبقَ الحق وينتصر ..وسيبقَ الباطل بجرمه يلف ويدور ويحيك ألالاعيب والاباطيل والمكائد ..لكنه سيخيب في نهاية الأمر ..وسيبقَ المؤمنون الثابتون على ثباتهم وسيخلدهم التاريخ ..وسيلحق الخزي والعار خونة القوم والساقطين من صهوة الإنسانية والخير والكرامة التي وضعها الله تاج على راس الانسان ..