تم النشر بتاريخ 5 نوفمبر, 2024
عادل الشجاع
التقت الأحزاب السياسية في عدن لإشهار التكتل الوطني في غياب المجلس الانتقالي والحوثيين، الأول يستولي على العاصمة المؤقتة عدن والثاني يستولي على العاصمة صنعاء، وقد انقسم الناس إلى قسمين حول هذا اللقاء، قسم نظر إليه نظرة تفاؤل وقسم آخر رسم صورة قاتمة مبنية على الواقع المعاش والانهيارات الاقتصادية المتتالية التي أنهكت المواطن .
يتساءل الفريق المتشائم، كيف لهذه الأحزاب أن تجعل اليمن يقف على رجليه ومجلس النواب غير قادر على الإلتئام والحكومة غارقة في الفساد ورئيسها متفرغ فقط لإثارة المشاكل وإعاقة الإصلاحات .
تحدث البيان الصادر عن هذا التكتل عن استعادة الدولة، لكنه لم يقل لنا عن أي دولة يتحدث والأحزاب المجتمعة أخذت الإذن مسبقا من مليشيا انقلابية لا تؤمن حتى بالفدرلة وكل همها التقسيم إضافة إلى حكومة انزلقت إلى قعر أبجديات التصنيف في الفساد في كل لغات العالم .
يبدو أن المجتمعين من الأحزاب يجهلون معنى الدولة التي يبحثون عنها أو كأنه لا تعنيهم مؤسساتها أين باتت وفي يد من؟ سينفض الاجتماع وسيعود المجتمعون كلا إلى كفيله، أولئك الكفلاء الذين يمتهنون شراء سندات البلدان المفلسة بأسعار الودائع الأقل من زهيدة ليحصلوها لاحقا مقابل المرتبات التي أنفقوها عليهم .
يمر اليمن تحت سيف إفقار يقطع رؤوس اليمنيين وتضعهم الحكومة ومجلس القيادة والبرلمان وحاليا التكتل الوطني في حالة العدم، وهذا يعني أننا أمام شلل جديد وأمام لا اتفاق، ويظل السؤال: أي تكتل ذلك الذي يداوي أزماته بالترقيع، ويعالج الأزمة بدون خطة إنقاذية ولا رؤية لوضع المليشيات ولا للوضع الاقتصادي، فمنذ الصغر كنا نسمع أن المليشيات تتبع الدولة، لكننا اليوم نرى العكس، أن الدولة تتبع المليشيات، فأي مستقبل ينتظر اليمن؟
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع