تم النشر بتاريخ 2 نوفمبر, 2024
دولة النظام والقانون ،الدولة العصرية الوطنية الحديثة ممنوع قيامها في اليمن ،لانها ستنقل اليمن إلى دولة مؤثرة ومحورية في الجزيرة العربية قاطبة.
اليمن تمتلك مصادر القوة والنهوض وهي : ( موقع استراتيجي ، تنوع مناخي ، تنوع زراعي ، ثروة بشرية 40 مليون، ثروية سمكية، ثروة معدنية وغازية، دم عربي خالص ، ارث حضاري وثقافي وتأريخي ).
لذلك تحارب بقوة ليست من اليوم بل من السابق، وفوق ذلك نخبها السياسية الحاكمة وغير الحاكمة تعرف هذا الكلام، ولكنهم يدسون ارادتهم في الرمال صمتا ولا يقوون على مصارحة شعبهم بالصدق، لذلك فضلوا مصالحهم الخاصة على مصلحة بلادهم، بالمعنى الواضح تم افسادهم وشراؤهم.
دخلت البلاد في مستنقع دعم التناقضات واذكاء الصراعات ودعم الثارات، وتشجيع ودعم الفساد وحمايته حتى تنهك الدولة ومؤسساتها ، وادخالها في صراعات سياسية ومذهبية وطائفية بهدف القضاء على مصادر القوة لكي لا تستقر البلاد ، وكل هذه المواجهات لا تتوقف على الشمال فحسب، بل في الجنوب والشرق والغرب، لا حد يعتقد انه بعيدا عن هذا السيناريو التدميري الممنهج ، ومعظم بل أغلبية الشعب يعرفون تفاصيل كثيرة عن هذا المشهد العبثي ،ومايعانيه الشعب في اليمن عامة ، لكن هناك من يبالغ في تعزيز الكراهية خدمة للمخطط الانقسامي الصراعي اعتقادا منه انه سيتلقى الدعم الكبير لكي يواصل خصوماته أو يحظى بدعم منفرد ليؤسس له مسار اخر كدولة ذات سيادة في قرارها،ويمتلك مصادر القوة والقرار من خلال الشغل على التناقضات الطائفية والفرز وصناعة تضادت الهوية ، كأنه يجهل الماضي القريب حين فكر ان يكون ندا بقرار مستقل ورفضه للتدخلات …؟؟!
بالمختصر لن يسمح لك ان تكون دولة مستقلة في قرارها وتمتلك مصادر القوة مطلقا للاعتبارات التاريخية ومعادلة النفوذ في الخارطة الاقليمية ، والدور هذا لم ينحصر في شبه الجزيرة العربية فحسب ،بل الى ماهو ابعد.. انظروا كيف تم اضعاف وانهاك العراق ، سوريا ، ليبيا ، لبنان ، والسودان ، والدور جاي على مصر دول الثقل العربي، التي تمتلك ثقافة وحضارة ، و تاريخ عميق.
هذه الدول تسمى محيط لبحار من الكراهية ضد اسرائيل التي تسمى قطرة وسط محيط من الكراهية .
فبالضرورة ايجاد مخطط استراتيجي يمزق هذه الدولة الحضارية،وادخالها في دوامة صراعات مذهبية وطائفية حتى تضعف ولا تستقر ، ويتم التحكم في مصيرها عبر انظمتها الحاكمة من خلال منع تجذير ارادة شعبها الحرة عبر وسائل مختلفة باصطناع حروب داخلية، ودعم الجماعات المسلحة المتطرفة باغطية دينية كيدية متضادة مذهبيا ، وهكذا.
عوض كشميم
صحفي وكاتب من حضرموت
مركز مسارات للإستراتيجيا و الإعلام موقع اخباري متنوع